ما وراء الخبر

حصيلة 13 عاما من التدخل الدولي بأفغانستان

طرحت الحلقة عدة تساؤلات بشأن ما تم تحقيقه بعد 13 عاما من التدخل الدولي في أفغانستان، وما مستقبل البلاد بعد انسحاب القوات الدولية وتولي الأفغان مسؤولية الأمن؟

مع إعلان القوات الدولية انسحابها رسميا من أفغانستان، وتولي قوات محلية مسؤولية الأمن، حذّر صحفيون غربيون من تدهور الوضع الأمني في البلاد مع تشبيهه بحاله قبل الغزو عام 2001.

حلقة الخميس (1/1/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" طرحت عدة تساؤلات بشأن ما تم تحقيقه بعد 13 عاما من التدخل الدولي في أفغانستان، وما مستقبل البلاد بعد انسحاب القوات الدولية وتولي الأفغان مسؤولية الأمن؟ 

مخيفة وخطيرة
العاصمة الأفغانية تبدو مخيفة وخطيرة كما كانت أيام حكم طالبان. هكذا تصف مراسلة صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الأوضاع حاليا في كابل، ملخصة الوضع بالقول "لقد عادت طالبان إلى المدينة".

ربما كان هذا ملخصا للوضع الذي ستبدو عليه أفغانستان في الأيام القادمة، بعد إعلان قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) انسحابها في مراسم احتفالية وانتهاء مهمتها رسميا في 31 ديسمبر/كانون الأول 2014، بعد حرب كلفت نحو ألف مليار دولار، وسقوط حوالي 3500 جندي، نصفهم من الأميركيين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2001.

بعد 13 عاما وثلاثة أشهر على غزو القوات الأميركية والدولية أفغانستان كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 للقضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان التي وفرت له المأوى، قرر الناتو الرحيل من أفغانستان من دون تحقيق الأهداف الواضحة التي من أجلها لجأ للتدخل العسكري.

فالنظام الديمقراطي الموعود بعد رحيل طالبان والقاعدة آنذاك لم يتحقق، وحركة طالبان لم يتم القضاء عليها، و"القاعدة" تحولت من تنظيم مركزي إلى تنظيم متشعب له فروع في مناطق مختلفة من العالم.

وها هي القيادة العسكرية الأميركية تنظم سرا ومن دون الإعلان عن موعد مسبق احتفال الإعلان عن انسحابها من أفغانستان خوفا من شنّ هجمات عليها.

لا استقرار
ترك الناتو والأميركيون أفغانستان بصورته الخطرة والقاتمة حاليا بلا استقرار سياسي واقتصادي وأمني، ووسط فساد متنام، وتحاشت وسائل الإعلام الأميركية والغربية -بشكل ملحوظ- الحديث عن دلالات الانسحاب، ومضى بعضها يبرر له.

ووفق المعطيات الحالية، لا يمكن الحديث عما أنجز وما لم ينجز بعد 13 عاما من الحرب التي لم تنتج سوى مزيد من الخراب، رغم التجارب الانتخابية الرئاسية والبرلمانية التي حاولت فرض نظام ديمقراطي، وهو ما دعا حركة طالبان إلى وصف انسحاب قوات التحالف بالهزيمة، قائلة إنها طوت علمها دون أن تحقق شيئا ملموسا.

السؤال إذن عما حققته قوات التحالف لكي تعلن الانسحاب بعد 13 عاما، مبقية على نحو 13 ألف جندي، وعن صحة قرارها بغزو أفغانستان في الأساس؟

يقول الجنرال جون كامبل قائد مهمة الناتو في أفغانستان إن قوات الناتو "أخرجت الشعب الأفغاني من الظلام واليأس، وأعطتهم أملا في المستقبل"، لكن يبدو أن هذا الأمل والمستقبل لم تعرفه أفغانستان ولم يكن سوى مهمة لم يكتب لها النجاح. 

تحديات
حول هذا الموضوع، يقول دوغلاس بانداو كبير الباحثين في معهد كيتو إن أفغانستان ستواجه تحديات في التعامل مع الجوانب السياسية والأمنية في الفترة المقبلة، لكنه أكد صعوبة التنبؤ بأداء الحكومة في هذه المجالات.

وأضاف "لن يكون الأمر سهلا بل سيكون صعبا للغاية، شاهدنا خلال السنوات الـ13 الماضية كم كان الأمر صعبا، والآن الأمر يتعلق فقط بأفغانستان".

وشدد بانداو على ضرورة التمييز بين الأهداف الأميركية والآمال التي كانت معلقة على التواجد الأجنبي، فواشنطن كانت تريد معاقبة طالبان وطردها من السلطة، وقد فعلت ذلك بشكل سريع وسهل، أما الهدف الذي لم يتم تحقيقه هو وضع أسس لتحقيق الاستقرار والأمن في المستقبل.

ومن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي أبو بكر صدّيق أنه بعد كل هذه الأعوام من التدخل الأجنبي لم تشهد أفغانستان الاستقرار والتطور المطلوب، ولا زال الشعب يعاني من المشاكل نفسها التي كان يعانيها قبل الحرب.

لكن صديق قال إنه كانت هناك نجاحات جانبية بسيطة، وكانت تشكل تحقيق المصالح الأميركية في المنطقة كالضغط على باكستان ودول المنطقة من خلال تواجدها في أفغانستان.

وتوقع المحلل السياسي أن تشهد السنوات المقبلة خيرا في أفغانستان، لأنه لم يعد هناك ما يبرر عمليات حركة طالبان بعد خروج القوات الأجنبية، كما أن الفترة المقبلة قد تشهد مصالحة على المستوى الشعبي لحاجة الشعب إلى الاستقرار، والحكومة إلى تطور البلاد وازدهارها.