الواقع العربي

هل يوقف توحد المعارضة السورية مجازر حلب؟

سلطت حلقة (2/5/2016) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على جهود المعارضة السورية في الدفاع عن حلب وسكانها أمام هجمات قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي.

أمام شراسة غارات طائرات روسيا والنظام السوري وفتكها بحلب وسكانها، لم تجد المعارضة السورية بدا من إحياء غرفة عمليات جيش الفتح؛ لتكون إطارا في تنسيق جهود مواجهة هجمات شرسة تجاوزت مجرد شطب المعارضة من الواقع الميداني بحلب، إلى استباحة كل الطرق في سبيل ذلك حتى لو أدت إلى إزهاق أرواح الآلاف من المدنيين الأبرياء.

خطوة أثارت أسئلة حول طبيعة التوازنات القائمة بالفعل في المدينة المنكوبة، ومدى قدرة المعارضة على حماية السكان من قوات الأسد التي أوغلت كعادتها في دمائهم.

حلقة (2/5/2016) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على جهود المعارضة السورية في الدفاع عن حلب وسكانها أمام هجمات قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي.

في البداية، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي السوري الناصر العايد خريطة السيطرة في حلب، مشيرا إلى سيطرة النظام على منطقة حلب الغربية ومناطق أخرى متفرقة، بما يشكل نحو 35% من مساحة المدينة، بينما يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدن رئيسية في شرق حلب، بينها الباب ومنبج وصولا لمنطقة إعزاز.

وأضاف العايد أن فصائل المعارضة السورية تسيطر على شمال حلب، بالإضافة إلى طريق الكاستيلو، الذي يحاول النظام السيطرة عليه عبر استهدافه بالقصف، فضلا عن مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل الكردية.

من جهته، أوضح القيادي في حركة أحرار الشام الفاروق أبو بكر أن أغلب القصف الذي يشنه النظام السوري والطيران الروسي يستهدف الأماكن السكنية والمستشفيات بعيدا عن جبهات القتال، وهو ما أدى إلى حملة تهجير ممهنج للمدنيين من المدينة بما في ذلك الأطباء والحقوقيون والنخب الثقافية.

وأكد أبو بكر أن النظام يحاول إطباق حصاره على حلب حتى لا يتسنى للمعارضة مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرته، التي قد تشكل حاضنة شعبية كبيرة للثورة، لافتا في الوقت نفسه إلى أهمية حلب الاقتصادية.

إستراتيجية روسية
ويرى العايد أن روسيا تحاول استغلال الصمت الأميركي لفرض سيطرة النظام على سوريا، وتعد حلب مدخلا لهذه الإستراتيجية الروسية التي تسعى لزعزعة سيطرة المعارضة على شمال سوريا.

وأضاف العايد أن أمام ثوار سوريا تحديا بوضع إستراتيجية دفاعية واسعة النطاق للصيف والخريف القادمين يشارك فيها الجميع.

وهنا قال أبو بكر إنه قد تمت "إعادة هيكلة غرفة عمليات جيش الفتح لتقلب الموازين على النظام"، مشيرا إلى أنها لا تستهدف الدفاع عن حلب فقط، بل مناطق أخرى أيضا.

وقلّل العايد من إمكانية الوصول إلى هدنة في حلب، مؤكدا أن "الولايات المتحدة غير جادة لفعل شيء في سوريا، وهو ما يدركه الروس ويجعلهم جادين في استغلال هذه المرحلة". وشدد على ضرورة أن تحشد المعارضة قواها للتصدي لذلك.

واتفق أبو بكر بشأن صعوبة التوصل لهدنة، لافتا إلى أن "مصداقية المجتمع الدولي أصبحت في مهب الريح". وقال إن الأيام المقبلة ستشهد انطلاق عملية عسكرية جديدة ردا على مجازر النظام في حلب.