الواقع العربي

هل لا تزال منظمة التحرير بيت العائلة الفلسطينية؟

تطرقت حلقة 15/1/2015 من برنامج “الواقع العربي” إلى حال منظمة التحرير الفلسطينية التي تصل عامها الخمسين عندما يحل شهر أغسطس/آب المقبل. وطرحت تساؤلات عن مستقبلها.

طوال عقود ظلت منظمة التحرير الفلسطينية تفخر بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وحامل مفاتيح القضية، لكن كثيرين يرون أن دوام الحال من المحال. فأين كانت هذه المنظمة، وأين أصبحت؟ وهل لا تزال هي بيت العائلة الفلسطينية؟ أسئلة طرحتها حلقة 15/1/2015 من برنامج "الواقع العربي" على ضيوفها.

وقال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور أسعد عبد الرحمن إن منظمة التحرير تعاني من أزمة بنيوية وهيكلية ناتجة عن مجموعة عوامل، منها الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي يشكل الجزء الأهم من هذه الأزمة، إضافة إلى اتفاق أوسلو وما آل إليه، حيث ابتلعت الابنة (السلطة الفلسطينية) الأم (منظمة التحرير).

وبحسب عبد الرحمن فإن "الصورة غير المشرقة" لمنظمة التحرير لها بعد آخر وهو البعد العربي، حيث إن النظم العربية لم تجمع يوما على المنظمة الفلسطينية، وفي المرحلة الراهنة بالذات -يضيف الدكتور الفلسطيني- فإن جل النظم العربية الرسمية لا تريد الخير للمنظمة الفلسطينية، لأنها هي نفسها وقعت -أي النظم- أسيرة منطق أوسلو الذي قال إنه لم يقتصر على الإطار الفلسطيني فقط.

نقطة تحول
وفي السياق نفسه، اعتبرت الكاتبة ورئيسة تحرير موقع العربي الجديد باللغة الإنجليزية لميس أندوني أن أوسلو شكلت نقطة تحول خطيرة في مسار منظمة التحرير، وهي التي ضربت المنظمة وجزّأت القضية الفلسطينية، وأشارت إلى أن هناك قرارا أميركيا وإسرائيليا وعربيا بمنع المقاومة الفلسطينية، مشددة على أن تأسيس منظمة التحرير نفسها جاء لاحتواء غضب الشعب الفلسطيني وفرض الوصاية عليه.

كما رأت أن شروط أوسلو أضعفت الفصائل الفلسطينية، لكنها حملت هذه الفصائل أيضا المسؤولية لأنها لم تجدد خطابها ولم تحاول استقطاب الناس في الشارع، وخلصت أندوني إلى أن هناك أزمة حقيقية في التنظيمات الفلسطينية، ومن بينها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

والعامل الآخر الذي أضعف القضية الفلسطينية -بحسب الكاتبة التي كانت تتحدث من عمان لـ"الواقع العربي"- هو اتفاق كامب دفيد بين مصر وإسرائيل.

وبشأن مستقبل منظمة التحرير، شدد الدكتور عبد الرحمن على أنه لا أمل للفلسطينيين من دون منظمة جديدة ممثلة للشعب وتشمل كافة القوى بما فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، وأشار إلى أن جميع القوى تشعر بأن الانقسام الداخلي ضيّع صورة الفلسطينيين ليس في العالم العربي فقط وإنما في العالم أجمع.

ودعا عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية إلى تطوير "الخيمة الأخيرة للفلسطينيين"، في إشارة منه إلى منظمة التحرير.

واتفقت أندوني مع الدكتور عبد الرحمن بشأن مسؤولية النظم العربية التي اتهمتها باللعب على التناقضات الفلسطينية، وشددت بدورها على ضرورة دخول حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير.