عين الجزيرة

صراع الإرادات على سوريا الحاضر والمستقبل

تناول برنامج “عين الجزيرة” صراع القوى الكبرى والإقليمية والداخلية بسوريا. اتهامات روسية لأميركا بتعطيل المعارك، وغضب تركي من دعم واشنطن للأكراد، وإعلان أميركي بالبقاء بسوريا حتى بعد دحر تنظيم الدولة.

تناول برنامج "عين الجزيرة" حلقة الثلاثاء (2017/11/21) التطورات المتلاحقة في سوريا في ظل حسابات القوى الموجودة على الأرض والخلاف المتزايد بين واشنطن وموسكو.

أبرز ما طفا على السطح اتهامات روسية لأميركا بالتستر على تنظيم الدولة وتقديم تسهيلات خروج آمن له. كذلك لا يقل خطورة -من جانب موسكو- الإعلان الأميركي عن نية البقاء في سوريا حتى بعد دحر التنظيم.

أوجه الخلاف
من مدينة غازي عنتاب التركية يفصّل الزميل أحمد العساف المشهد بأن الاتهامات الروسية ارتبطت بمعركة الرقة، المعقل الأكبر للتنظيم في سوريا، إذ يقول الروس إن الأميركان تركوا الجهة الجنوبية مفتوحة ليعبر عناصر التنظيم إلى دير الزور، الأمر الذي تكرر في البوكمال.

وأضاف أن التصعيد بين الطرفين شمل ملفات أخرى، منها الكيميائي وموقف موسكو الداعم للنظام المتهم باستخدامها في خان شيخون في أبريل/نيسان من العام الجاري، والغوطة في 2013.

البقاء في سوريا
من واشنطن تقول الزميلة وجد وقفي إن بقاء القوات الأميركية بعد دحر تنظيم الدولة أصبح موقفا رسميا معلنا، أكده وزير الدفاع جيمس ماتيس، الأمر الذي استفز موسكو ورفع حدة انتقادها.

وأضافت أن واشنطن تبرر ذلك بأنها استثمرت جهدا ومالا وقوات لسنوات في محاربة تنظيم الدولة، وهي لا تريد مغادرة سوريا قبل أن تبدأ مرحلة سياسية مستقرة.

وختمت بالقول إن واشنطن أخذت عبرة من العراق الذي بدت كأنها قدمته على طبق من ذهب لإيران، وهي لا تريد تكرار السيناريو في سوريا.

الاتهامات الروسية
من موسكو قالت مراسلة الجزيرة رانيا دريدي إن وزير الخارجية سيرغي لافروف صرح بأنه لم تتوافر أدلة على تواطؤ أميركي مع تنظيم الدولة، إلا أنه أشار إلى شواهد على الأرض مثل تنقّل التنظيم بسلام والتشويش على القوات الجوية الروسية.

ومضت قائلة إن موسكو ترى أن بقاء القوات الأميركية بعد دحر تنظيم الدولة يستهدف تشكيل مناطق لقوى موالية لها لا تخضع للقوات السورية النظامية.

وأشارت إلى أن روسيا تريد أن تفي بالتزامها بإنهاء الأزمة السورية في نهاية العام الجاري، وهي في الوقت نفسه على أبواب انتخابات تريد انتصارا تستثمره لصالح الرئيس فلاديمير بوتين.

غضب تركي
عساف من ناحيته سلط الضوء على تركيا التي أثار حفيظتها الدعم الأميركي السياسي والعسكري للعناصر الكردية وما تراه أنقرة النسخة السورية الإرهابية من عدوها اللدود حزب العمال الكردستاني.

في هذه التجاذبات يخلص عساف إلى أن النظام السوري المستفيد الأول، إذ سيطر على مساحات واسعة، وبالدرجة الثانية قوات سوريا الديمقراطية التي سيطرت على منطقة الجزيرة وبها ثلاثة سدود وأكبر حقول للنفط والغاز ومساحات زراعية واسعة، بينما المعارضة المسلحة محاصرة في مناطق ممزقة وأوراقها السياسية ضعيفة.