نيويورك تايمز: إيران ووكلاؤها في ورطة أمام جماهيرهم بشأن حرب غزة

احتجاجات في طهران 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد مجزرة مستشفى المعمداني بغزة (غيتي)

يرى تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن طهران، التي تعهد قادتها على امتداد 4 عقود بتدمير إسرائيل، تواجه اختبارا لمصداقيتها الآن، وما إذا كان قرارها هي ووكلاؤها في المنطقة يرقى إلى مستوى خطابهم الناري.

ويشير التقرير الذي كتبته مراسلة الصحيفة الموجودة في نيويورك فارناز فاسيهي إلى أنه إذا لم تفعل إيران شيئا، فإن قادتها "الحماسيين" يخاطرون بخسارة مصداقيتهم بين الناخبين والحلفاء، لا سيما مع تعالي أصوات داخلية في إيران تتساءل عن سبب عدم تطابق أفعال بلادهم مع خطابها في "تحرير القدس".

لا تريد حربا إقليمية

ووفقا لـ3 إيرانيين مرتبطين بالحكومة ومطلعين على المداولات الداخلية، يقول التقرير، إن إيران لا تريد حربا إقليمية، لأن ذلك يحمل مخاطر على طهران وحكامها.

وكشف التقرير أيضا أن كبار قادة فيلق القدس وحزب الله يعتقدون أنه إذا نجحت إسرائيل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فسوف تلاحقهم بعد ذلك.

كما نقلت عن المصادر ذاتها التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، لمناقشة قضايا أمنية حساسة، أن إيران وحزب الله يراقبان ما إذا كانت حماس تواجه تهديدا وجوديا خطيرا من إسرائيل، وهو ما قد يدفعهما إلى تسريع الهجمات على إسرائيل.

وبالرغم من أن مقاتلي حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن شنوا هجمات مؤخرا على إسرائيل، فإنها كانت محدودة النطاق.

إبقاء الجيش الإسرائيلي تحت الضغط

وقال الأشخاص المطلعون على الإستراتيجية الإيرانية إن الهدف في الوقت الحالي، ليس حربا شاملة، بل إبقاء الجيش الإسرائيلي تحت الضغط، مما قد يحد من قدرته على ضرب حماس.

واعتبرت نيويورك تايمز أن المواجهة مع إسرائيل قد تؤدي إلى إضعاف القدرات العسكرية للمجموعات الموالية لإيران بشكل كبير لاسيما إذا تدخل الجيش الأميركي.

ونقلت نيويورك تايمز في مقابلة أجريت مؤخرا مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في نيويورك قوله إننا "لا نسعى لاتساع هذه الحرب".

المنطقة وصلت إلى نقطة الغليان

وأضاف عبد اللهيان الذي أكد أن بلاده تتبادل الرسائل مع الولايات المتحدة أن "المنطقة وصلت إلى نقطة الغليان وفي أي لحظة قد تنفجر"، مضيفا أنه "إذا حدث ذلك، فسوف تفقد جميع الأطراف السيطرة".

وترى نيويورك تايمز أن طهران تريد ممارسة الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكبح جماح إسرائيل، أو على الأقل أن تظهر وكأنها تجعل الولايات المتحدة تدفع ثمن دعمها القوي لإسرائيل.

وتنظر إيران إلى المليشيات باعتبارها أذرع نفوذ لها ممتدة في المنطقة، قادرة على توجيه الضربات بينما تمنح طهران قدرا من الإنكار.

تصعيد محسوب

وتقول الصحيفة إن المليشيات تعطي طهران نفوذا في المفاوضات الدولية ووسيلة لإمالة ميزان القوى في الشرق الأوسط من أعدائها.

وقال علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية إن إيران قد تحاول حل هذه الدائرة من خلال السماح لحلفائها بتصعيد هجماتهم ضد إسرائيل والولايات المتحدة بطريقة محسوبة.

وأضاف أنه على مدى ما يقرب من 4 عقود، نجحت سياسة الدفاع الإيرانية على حماية أراضيها ضد الهجمات الأجنبية، فيما يمثل الصراع في غزة اختبارا لحدود تلك السياسة بطريقة غير مسبوقة.

المصدر : نيويورك تايمز