ماذا تعرف عن "فيلق القدس"؟

"فيلق القدس" تنظيم عسكري مسلح تابع للحرس الثوري الإيراني، تأسس مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وضم تشكيلات عسكرية كلفت بالإشراف على العمليات الخارجية، اشتهر برئيسه قاسم سليماني، وقاتل في دول عربية مختلفة في مقدمتها سوريا والعراق.

التأسيس
أعلن عن تأسيس فيلق القدس بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وترجح تقارير إعلامية أن ذلك تم عام 1991، فيما عرف وقتها بمحاولات تصدير الثورة الإيرانية "لتحرير المستضعفين".

وضم الفيلق مجموعات عسكرية، وبات وحدة عسكرية متكاملة تتبع للحرس الثوري الإيراني رغم أن ميزانيته تبقى أمرا سريا ولا تخضع لمناقشة البرلمان، في وقت لا يعلم على وجه التحديد عناصر هذا التشكيل العسكري.

ويكلف فيلق القدس بإنجاز العمليات الخارجية للنظام الإيراني، وقد اتضح حجم دوره بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وإثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.

ويحظى فيلق القدس باهتمام خاص من النظام الإيراني. ففي 2 يوليو/تموز 2017، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن طهران خصصت مبلغ ثلاثمئة مليون دولار لفيلق القدس المكلف بإدارة العمليات الخارجية في الحرس الثوري، علما أن لا أحد يعرف الميزانية الحقيقية المخصصة له.

وبحسب بروجردي فإن هذا الإجراء يأتي لدعم الحرس الثوري وسياساته في المنطقة، خاصة تلك التي تقف في وجه "الجماعات التكفيرية والإرهابية".

واعتبر أنه لولا الحرس الثوري وفيلق القدس لكانت الآن كل من دمشق وبغداد مرتعا للإرهابيين، حسب وصفه، مؤكدا أن دعم الحرس الثوري يأتي لمواجهة السياسات والإجراءات الأميركية التي تعمل على الحد من نفوذ إيران في المنطقة وإضعاف طهران وحلفائها.

ارتبط فيلق القدس بأحد زعمائه الأساسيين وهو قاسم سليماني، المولود يوم 11 مارس/آذار 1957.

وسليماني كان من أوائل الملتحقين بالحرس الثوري عام 1980، وشارك في الحرب ضد العراق قائدا لفيلق "41 ثأر الله". ومع بداية التسعينيات عمل قائدا للحرس الثوري في محافظة كرمان قرب الحدود الأفغانية، قبل أن يعين قائدا لفيلق القدس عام 1998.

وفي 2011 قام مرشد الثورة علي خامنئي بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق خامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".

عمليات خارجية
وأينما كان يُرى سليماني فمعناه أن فيلق القدس حاضر بقوة عسكريا، وظهرت بصمات فيلق القدس في كل من لبنان والعراق وحتى أفغانستان، إضافة إلى سوريا.

ففي النصف الثاني من عام 2012، تدخل قاسم سليماني بنفسه في إدارة حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية في المعركة بسوريا من قاعدة في دمشق. وكانت معركة القصير إحدى أهم المعارك التي أشرف عليها سليماني وقوات فيلق القدس، وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو/أيار 2013.

وبفضل الانخراط الكامل لفيلق القدس في العراق، وقتاله إلى جانب المليشيات الأخرى، تمكنت الحكومة من تحقيق انتصارات على خصومها، لدرجة أن هادي العامري وزير المواصلات العراقي السابق ومسؤول قوات بدر قال إنه لولا سليماني "لكانت حكومة حيدر العبادي في المنفى ولما كان هناك وجود للعراق".

وبعد اندلاع الصراع في اليمن وانطلاق عاصفة الحزم ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح راجت أنباء عن وجود سليماني في اليمن، غير أن إيران بادرت إلى نفي الخبر.

في مايو/أيار 2016 وخلال العملية العسكرية التي شنتها القوات الحكومية ومليشيات الحشد الشعبي ضد مدينة الفلوجة بثت صفحات مناصرة للحشد الشعبي في مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر لقاء بين رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على أطراف الفلوجة.

وجاء بث الصور في إطار حرص الإعلام التابع للحشد الشعبي على إبراز الدور الإيراني في الهجوم على الفلوجة، كما يأتي بعد يوم من بث مليشيا النجباء صورتين تظهران سليماني في غرفة لقيادة عمليات المليشيات بحضور عدد من قادتها، بينهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس.

وفي عام 2011، اتهمت السعودية فيلق القدس بالوقوف وراء محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، وهو الاتهام الذي نفته بشكل قاطع إيران وقالت إنه مجرد تلفيقات. وقد أدرجت دول من بينها كندا عام 2012 فيلق القدس ضمن قائمتها للمنظمات الإرهابية، وذلك بسبب ما قالت إنه تورط له في تسليح منظمات متطرفة، في وقت تفرض عليه الولايات المتحدة عقوبات شأنه شأن 12 كيانا إيرانيا آخر حيث صنفته وزارة الخزانة الأميركية على أنه "منظمة إرهابية".

في فبرايرا/شباط 2017 نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب كينيث تيمرمان قال فيه إن  قائد فيلق القدس قاسم سليماني يبث الرعب في الخصوم والموالين على حد سواء بمنطقة الشرق الأوسط، وإنه قوي وذو نفوذ طاغٍ ومتهور ويظهر بميادين القتال، وأصبح صانعا للحكومات ورؤسائها في العراق، ويقود مليشيا من مئة ألف رجل.

وأورد الكاتب أن فيلق القدس (الذراع الخارجية لقوات الحرس الثوري) قدم دعما كبيرا للمليشيات الشيعية العراقية في حربها ضد القوات الأميركية هناك، وزوّدها بالمقذوفات والمتفجرات التي زادت عدد القتلى والمصابين وسط الأميركيين زيادة نوعية حيث بلغ عدد القتلى لوحدهم حوالي 1500.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية