فنزويلا.. غوايدو يرفض دعوة مادورو للحوار وواشنطن تضغط للاعتراف بالمعارضة

رفض زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو الدعوة للحوار التي قدمها الرئيس نيكولاس مادورو، ووصفها بأنها دعوة لحوار شكلي، كما يستعد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لحث مجلس الأمن الدولي على الاعتراف بغوايدو رئيسا.

وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة بالعاصمة كراكاس، قال غوايدو (35 عاما)، في إشارة ضمنية إلى مادورو (56 عاما)، "عندما لا يحصلون على النتائج التي يريدونها من خلال القمع، فإنهم يعرضون بدلا من ذلك إجراء حوار شكلي. أريد أن أوضح للعالم ولهذا النظام أنه لا أحد هنا مستعد لإجراء حوار شكلي".

وفي مؤتمر صحفي سابق، أبدى مادورو استعداده للحوار مع زعيم المعارضة في أي مكان وفي أي وقت، مضيفا "إذا كان علي أن أذهب للقاء هذا الشاب الصغير مرتديا قبعة وقلنسوة في قمة جبل في الثالثة فجرا فسأذهب".

اعتراف أميركي
من جهته، أعلن بومبيو عن تعيين الدبلوماسي إليوت إبرامز، الذي خدم في إدارات جمهورية سابقة، مبعوثا خاصا لفنزويلا، وقال بومبيو إن إبرامز سيرافقه في اجتماع لمجلس الأمن صباح اليوم.  

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "سيحث الوزير بومبيو أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي على دعم السلام والأمن الدوليين بالاعتراف بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا".

وأوضح مستشار الأمن القومي جون بولتون أن بلاده تركز على قطع الإيرادات المالية عن مادورو وحكومته، مضيفا في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أن تلك الخطوة تأتي انسجاما مع الاعتراف بغوايدو رئيسا مؤقتا.

وغادر مجموعة من الدبلوماسيين الأميركيين سفارة الولايات المتحدة في كراكاس، ولوحظوا وهم يغادرون تحت حراسة مشددة في اتجاه المطار، وذلك بعدما أمرت الخارجية الأميركية بعض موظفيها بمغادرة فنزويلا، حيث سبق أن أعلن مادورو قطع العلاقات مع واشنطن وطالب دبلوماسييها بالمغادرة خلال 72 ساعة.

استنكار روسي
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال خلال مؤتمر صحافي في الرباط إن سياسة واشنطن تجاه فنزويلا مدمرة، وإن موسكو تعتبر الدعوات الأميركية العلنية للتمرد في فنزويلا غير مقبولة.

كما شدد مندوب روسيا في مجلس الأمن على أن موسكو ستُفشل أي تحرك أميركي في المجلس يهدف إلى الاعتراف بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيسا انتقاليا.

في الشأن نفسه، قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إن المفوضة تدعو إلى فتح تحقيق مستقل بشأن العنف الذي شهدته المظاهرات الأخيرة في فنزويلا، محذرا من أن الوضع يمكن أن يتفاقم بسرعة مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية.

وقال سفير فنزويلا في أنقرة خوسيه براكو رييس في مؤتمر صحفي إن بلاده لا تستبعد لجوء بعض الدول المجاورة الحليفة للولايات المتحدة للخيار العسكري، مضيفا أن هناك حربا ضد الحكومة الفنزويلية منذ عهد الرئيس السابق هوغو شافيز من أجل الحؤول دون استخدام الموارد الطبيعية للبلاد لصالح أهلها.

وأدت الأزمة في فنزويلا إلى انقسام المجتمع الدولي بين دول اعترفت بغوايدو رئيساً لفنزويلا وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأكثر من عشر دول في المنطقة، وأخرى لا تزال تعترف برئاسة مادورو بينها روسيا والصين وتركيا والمكسيك وبوليفيا.

وطالب الاتحاد الأوروبي بتنظيم "انتخابات حرة" دون أن يعترف بغوايدو، رغم اعتباره أن ولاية مادورو غير شرعية، بينما أبدت ألمانيا وإسبانيا ميلا نحو الاعتراف بغوايدو إذا لم تنظم الانتخابات.

المصدر : الجزيرة + وكالات