في ذكراها 18.. ماذا جرى في انتفاضة الأقصى؟

اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو ما عرفت بانتفاضة الأقصى يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 وتوقفت فعليا يوم 8 فبراير/شباط 2005، بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في منتجع جبل شرم الشيخ المصري، والذي جمع الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثا وقتذاك محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك برعاية الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

وكانت شرارة الانتفاضة اقتحام زعيم المعارضة اليمينية الإسرائيلية أرييل شارون للأقصى تحت حراسة عسكرية مشددة. وسقط على مدى خمس سنوات من الانتفاضة 4412 شهيدا فلسطينيا و48 ألفا و322 جريحا، وقتل 1069 إسرائيليا، بينهم جنود ومستوطنون، وجرح 4500.

على مدى سنوات الانتفاضة مرت الضفة الغربية وقطاع غزة بسلسلة من الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية لمناطق السلطة الفلسطينية، أبرزها عملية السور الواقي، وفرضت حصارا عسكريا مشددا على الأراضي الفلسطينية، وفصلت المدن عن امتدادها الريفي لمدد طويلة.

وكانت معركة مخيم جنين، الذي اجتاحته قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة في الأول من أبريل/نيسان 2002، واستمرت حتى 15 من الشهر نفسه، من أشد المعارك التي خاضها المقاومون الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال، وكانت معركة ضارية دارت في أزقة المخيم، واستخدمت فيها قوات الاحتلال أسلحة الطيران وأسلحة ثقيلة وجرافات ضخمة هدمت عشرات المنازل.
 
وشرعت سلطات الاحتلال في بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية في صيف 2002، ليبلغ مجمل طوله نحو 703 كيلومترات، يتلوى حول الضفة الغربية وداخل أراضيها، ويقتطع مساحات منها ليجمع المستوطنات في كتل، ويباعد بين المدن والقرى الفلسطينية.

مع اندلاع الانتفاضة، توقف المسار السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع انهيار مفاوضات كامب ديفد وطابا.
 
شهدت انتفاضة الأقصى ظاهرة إطلاق المقاومة الفلسطينية للصواريخ، فقد بدأت المقاومة في غزة بتصنيع الصواريخ محلية الصنع وقصيرة المدى يتراوح مداها بين 5 و10 كيلومترات، وكان أول صاروخ أطلق من غزة صنعته كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وادخل للخدمة في 2001.

نفذ مقاومون فلسطينيون من كافة الفصائل نحو 132 هجوما فدائيا في العمق الإسرائيلي خلال السنوات الأربع الأولى من انتفاضة الأقصى، كانت حصيلة ضحاياها استشهاد منفذيها ومقتل 688 إسرائيليا وجرح نحو 4917 آخرين.

المصدر : الجزيرة