المقدسيون يودعون عاما حافلا بالانتهاكات

بلدة جبل المكبر شرق القدس، هدمت آليات بلدية الاحتلال منزل المواطن المقدسي حمزة الشلودي
الاحتلال هدم 142 منزلا بالقدس خلال 2017 وهجر نحو ألف فلسطيني (الجزيرة-أرشيف)
أسيل جندي-القدس 

لا تختلف نهاية عام 2017 في مدينة القدس عن بدايته، فكما استقبل المقدسيون مطلعه بنبأ استشهاد ابن بلدة جبل المكبر فادي القنبر ودعوه بعد أيام من تشييع الشاب باسل إبراهيم من بلدة عناتا شمال شرق المدينة المحتلة.

ارتقى فادي ولحقه بعدها 13 شهيدا في مدينة القدس وضواحيها في أحداث متفرقة لعل أبرزها هبة البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى في يوليو/تموز الماضي، والتي انتفض لأجلها الفلسطينيون في المدينة المحتلة وكافة الأراضي الفلسطينية.

وطويت آخر صفحات 2017 -الذي أطلق عليه الفلسطينيون عام إحكام الطوق على مدينة القدس- بعد تسجيل الكثير من الانتهاكات بحق المدينة ومقدساتها وسكانها الأصليين، فعلى صعيد اقتحامات المسجد الأقصى سجل خلال العام اقتحام نحو 26 ألف متطرف وفق بيانات دائرة الأوقاف الإسلامية.

وأوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم أن العام الماضي شهد ازديادا في أعداد المقتحمين للأقصى مقارنة بالأعوام التي سبقته، إذ بلغ عددهم عام 2016 نحو 15 ألف متطرف، وعام 2015 اقتحم المسجد 11 ألفا، في حين لم يتعد عدد المقتحمين عام 2009 ستة آلاف، ونقلت الصحيفة هذه الإحصائيات عن منظمة "يرئيه" التي تشجع اقتحامات المتطرفين للأقصى.

جنديان من جيش الاحتلال يؤديان تحية عسكرية قبالة قبة الصخرة خلال مايو/أيار من العام الماضي (مواقع التواصل)
جنديان من جيش الاحتلال يؤديان تحية عسكرية قبالة قبة الصخرة خلال مايو/أيار من العام الماضي (مواقع التواصل)

تصعيد ملحوظ
وسجل تصعيدان خطيران خلال الاقتحامات العام الماضي، أحدهما خلال مايو/أيار الماضي بعد أداء جنديين إسرائيليين التحية العسكرية قبالة مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى بزعم وجود الهيكل في المكان، والآخر سماح شرطة الاحتلال لمجموعة من المستوطنين الذي اقتحموا ساحات المسجد الأقصى بالصعود إلى صحن قبة الصخرة بعد اقتصار جولات المقتحمين خلال السنوات الماضية على الساحات السفلى.

وفي ما يتعلق بعمليات الهدم أقدمت سلطات الاحتلال خلال العام على هدم 142 منزلا وتهجير نحو ألف فلسطيني نصفهم من الأطفال، كما تم هدم 99 منشأة حسب مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية في القدس.

ووصل عدد المنازل المهددة بالهدم التي يتوقع أن يتم هدمها خلال العام الحالي في حال فشل الإجراءات القانونية إلى 226 منزلا تؤوي ثمانمئة مقدسي، بالإضافة إلى 45 منشأة غير سكنية هددت بالهدم أيضا.

ويرى مدير مركز أبحاث الأراضي جمال طلب أن هدم منازل العائلات المقدسية يضعها على بداية سكة الهجرة من المدينة، فعندما تجمع أرقام المنازل التي هدمت وتلك المهددة بالهدم يتم إدراك حجم استهداف الاحتلال للبناء في الشطر الشرقي من المدينة، مشيرا إلى تراجع ملحوظ في قدرة المقدسيين على البناء "من يقدم على البناء من المقدسيين أصبح كمن يسرق بالليل فهو مضطر للبناء في الظلام بسبب الملاحقة والحصار وهذا لا يعفيه من الهدم أيضا".

تمدد استيطاني
وقوبل الهدم في شرقي القدس بتوسع في تسع مستوطنات وبؤر استيطانية بشطري المدينة خلال العام الماضي، إذ أنشئت مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنات القدس والبؤر الاستيطانية بالأحياء العربية، فضلا عن المصادقة على بناء نحو 3200 وحدة أخرى.

ورصد مركز أبحاث الأراضي مصادرة 211 دونما، وإتلاف 185 شجرة في القدس المحتلة.

وكان افتتاح الاحتلال الإسرائيلي كنيسا جديدا في رواق داخل الأنفاق المحاذية للمسجد الأقصى المبارك -وتحديدا قبالة قبة الصخرة- أبرز المشاريع التهويدية خلال عام 2017، وجاء افتتاح الكنيس بعد أعمال حفريات وتدعيم للرواق استمرت نحو 12 عاما.

ووفقا لبيانات نشرتها مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، فإن مدينة القدس شهدت أعلى نسبة اعتقالات خلال العام 2017، إذ سجلت 2436 حالة اعتقال، ثلثها لأطفال.

ودع المقدسيون عام 2017 في حالة من الإحباط العام لشعورهم باكتمال حلقات المؤامرة على المدينة التي كرسها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل بعد مرور مئة عام على وعد بلفور الذي اعتبروه أول خيوط نسج المؤامرة.

المصدر : الجزيرة