إنترست الأميركية: مستقبل سوريا بيد موسكو

People and a civil defence personnel carry children at a damaged site after an air strike on rebel-held Idlib city, Syria March 19, 2017. REUTERS/Ammar Abdullah TPX IMAGES OF THE DAY
الأطفال من بين أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)
اهتمت مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية بالحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وأشارت إلى أبرز اللاعبين فيها على المستويين الداخلي والخارجي، وقالت إن التدخل الروسي تسبب في حفظ النظام السوري من الانهيار، لكن البلاد تعرضت للقتل والدمار.

ونشرت المجلة مقالا للكاتب دانييل ديبتريس قال فيه إنه يصعب تحقيق التحول السياسي في سوريا، وإنه ينبغي للمعارضة السياسية أن تدرك أن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيبقى في منصبه على المدى القريب.

وأشار الكاتب إلى الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، وذلك بعد أن أمر قواته الجوية قبل نحو عامين بالتدخل وردع الجماعات المتمردة التي كانت تزحف وتقترب من القصر الرئاسي.

وقال إنه عندما بدأت القاذفات الروسية حملتها الأولى في الحرب السورية، كان نظام الأسد على وشك الانهيار، لكن الأسد الآن في وضع مستقر بينما يعاني كثير من معارضيه من التعب والإنهاك جراء الحرب التي تدخل سنتها السابعة، وسط تساؤلهم المتزايد ما إذا كان هدفهم للإطاحة بالنظام قد انتهى.

‪لدمار الذي لحق بالمناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة في حلب أوائل 2013‬ (الفرنسية)
‪لدمار الذي لحق بالمناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة في حلب أوائل 2013‬ (الفرنسية)

أنقاض ودمار
وأضاف الكاتب أنه يروق للكثيرين في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وصف المقامرة العسكرية لبوتين في سوريا بأنها تمثل انتصارا غير مشروط بالنسبة للروس، وكارثة واضحة بالنسبة للأميركيين والأوروبيين في حلف الشمال الأطلسي (ناتو)، لكنه استدرك بالقول إن القصة في سوريا لا تزال تكتب.

وأشار إلى أن الحكومة السورية تسيطر الآن على جميع نقاط الوصول الرئيسية في البلاد، بما فيه المطارات والموانئ والمراكز السكانية التي تحتاجها للاحتفاظ بالسيطرة الاسمية على الأقل في البلاد، وأضاف أن روسيا أصبحت الآن مسؤولة عن مستقبل سوريا.

وقال إن تنحي الأسد عن السلطة كان شرطا تصر عليه واشنطن خلال المفاوضات الأممية في جنيف، لكن الوضع الآن اختلف، حتى إن السعودية اعترفت سرا بأن تنحي الأسد أثناء الانتقال السياسي في سوريا يعتبر أمرا لا يمكن تحقيقه، وأشار إلى أنه ينبغي للمعارضة أن تدرك أن الدكتاتور باق على المدى القريب.

وذكر أنه على الرغم من أن الحرب في سوريا تسير على الطريقة التي يريدها النظام، فإن البلاد لا تزال في حالة من التوتر، وسط انقسام اجتماعي ودمار اقتصادي ونظام سياسي فاسد.

وأضاف أن الحرب السورية كانت مكلفة بشكل لا يصدق، وتحدث عن تفاصيل ما أسفرت عنه الحرب من قتل ودمار وتشريد للملايين، وقال إن الأمر قد يستغرق أجيالا حتى تستعيد البلاد وضعها الذي كانت عليه قبل الحرب.

وقال إن مناطق ومدنا سورية تعرضت للدمار بأكملها كما في حلب والرقة وإدلب والمناطق التي كان يسيطر عليها المتمردون في حمص وغيرها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية