البنايات الذكية قد تغير طريقة عيشنا بالمدن

SMART CITY
المنازل والبنايات والمدن الذكية أبرز سمات مستقبل البشرية (جيتي)
إذا كانت "الرقمنة" قد غيرت بشكل عميق تعاملنا مع العالم على نطاقه الواسع، فإنها على وشك إحداث تغيير عميق على مقاربتنا في التعامل مع محيطنا القريب.

"فالمباني الذكية"، حسب تقرير بصحيفة لوموند الفرنسية، يمكن أن تغير بشكل كبير طريقة عيشنا بالمدن.

بل إن المهندس المعماري أريك كسار يصر في هذا التقرير على أن تأثير انتقالنا في حياتنا من "المبنى العادي" إلى "المبنى الذكي" قد يفوق تأثير انتقالنا من "الهاتف العادي" إلى "الهاتف الذكي".

وسيشمل ذلك التغيير استحداث طرق جديدة لسكن المدينة، وأنظمة جديدة للمشاركة والمساعدة المتبادلة على المستوى المحلي.

وسيدفع ذلك إلى تشييد أبنية جديدة تدمج الهندسة المعمارية المحسوسة مع تلك الرقمية؛ فالرقمنة يمكن أن تحول المبنى إلى موارد، أي أنها ستحوله من "مبنى خامل" إلى "مبنى نشط"؛ مما يفتح الباب أمام الاستفادة من الإنترنت وخدماته.

وهكذا -يضيف كسار- فإن التنمية العقلانية للذكاء الاصطناعي (إدارة الطاقة وإدارة الفضاء والتبادلات والأمن وما إلى ذلك) على مستوى المبنى هي مفتاح لا ينبغي إهماله.

ويتطلب هذا الانتقال كذلك انتقالا إلى اقتصاد يجمع بين السلع والاستخدامات، وانتقالا من نظام قائم على تكلفة البناء إلى نظام قائم على التكلفة الإجمالية (تكلفة التصميم + البناء + الاستغلال).

فبعض الناس سيبقون مالكين، لكن ليس بالضرورة للمساحة التي يعيشون فيها، وإذا كان على الشركات المصنعة الاستثمار في منتجات جديدة، فإن على شركات البناء مضاعفة الاستثمار في نماذج جديدة يكون بعضها قابلا للتحويل وقابلا للتكيف.

وبإشراف بشري يمكن للذكاء الاصطناعي والرقمنة المربوطين بالمساحات المبنية أن تسهلا الاستخدامات الجديدة وتضاعفا مجال الموارد المحلية؛ إذ تفتحان بابا جديدا إلى عالم افتراضي مع مساحات أكثر تنوعا وأفضل تنظيما، والتحدي كبير ولكن الفرص ضخمة للغاية، على حد تعبير أريك كسار.

المصدر : لوموند

إعلان