مهرجان الأنوار التهويدي يزوّر هوية القدس

باب العمود خلال مهرجان الأنوار التهويدي
باب العمود أحد أبواب القدس خلال مهرجان الأنوار التهويدي (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس

للعام الثامن على التوالي تنظم بلدية الاحتلال في القدس ما تطلق عليه "مهرجان الأنوار" الذي تشارك فيه هذا العام ستون فرقة إسرائيلية وأجنبية بعروض تستمر حتى الثاني من حزيران/يونيو المقبل.

وتسعى أذرع الاحتلال المختلفة من خلال المهرجان الذي ينظم بالتعاون مع وزارة السياحة وما تسمى وزارة شؤون القدس ومن خلال فعاليات المهرجان في 14 محطة -بينها باب الخليل وباب العمود- إلى تقديم القدس كمدينة يهودية بعيدا عن كل ما هو عربي إسلامي.

ويتأثر الاقتصاد المقدسي في البلدة القديمة كل عام بشكل سلبي خلال أيام مهرجان الأنوار الإسرائيلي، حيث تجبر شرطة الاحتلال بعض التجار على إغلاق محالهم القريبة من أماكن العروض، فيما يقيم معظم جمهور المهرجان من الأجانب في الفنادق الإسرائيلية وبالتالي يشترون حاجياتهم من المحلات اليهودية وليس العربية.

أحد العروض الفنية في منطقة باب الجديد بالقدس ويظهر سور القدس في خلفية الصورة (الجزيرة)
أحد العروض الفنية في منطقة باب الجديد بالقدس ويظهر سور القدس في خلفية الصورة (الجزيرة)

عروض صاخبة
وتقدم خلال المهرجان عشرات العروض الموسيقية الصاخبة والأعمال الفنية الضوئية التي تعرض على أسوار القدس التاريخية، بالإضافة للاستعراضات الراقصة التي تستمر حتى منتصف الليل.

وحذر خبراء ومقدسيون من مخاطر مهرجان الأنوار على الهوية العربية الإسلامية للقدس والمسجد الأقصى من خلال العروض والأشكال الهندسية والتكنولوجيا الضوئية المنافية لحرمة وقدسية المدينة.

وبين الصحفي المختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى محمود أبو عطا أن فعاليات المهرجان تركز على تمرير روايات تلمودية وتوراتية تخدم المشروع الصهيوني بعيدا عن حقيقة الواقع الذي تعيشه القدس المحتلة، مشيرا إلى أن المهرجان يعزز ويكرس الاستيطان والوجود اليهودي في محيط الأقصى أيضا.

وكآلية يجب اتباعها لدحض الروايات المشوهة التي يعززها المهرجان شدد أبو عطا في حديثه للجزيرة نت على ضرورة مقاطعة الفلسطينيين هذه المناسبات رغم محاولات الاحتلال لتشجيعهم على حضورها والمشاركة فيها. 

وأشار إلى ضرورة الحاجة لإيجاد بديل للفعاليات التهويدية وبذل جهد إعلامي ميداني "كتوزيع الرواية الإسلامية العربية الحقيقية عن تاريخ المدينة في مطويات خلال فترة المهرجان على الفلسطينيين والسياح الأجانب رغم محاولات غسل الدماغ التي يتعرضون لها أثناء زيارتهم للقدس".

وكان من بين الصور التي عرضت على أسوار القدس هذا العام صورة لقبة الصخرة، حيث تم تقديمها على أنها "جبل الهيكل" المزعوم.

‪‬ أحد العروض الفنية في مهرجان الأنوار لتهويد القدس والأقصى(الجزيرة)
‪‬ أحد العروض الفنية في مهرجان الأنوار لتهويد القدس والأقصى(الجزيرة)

جرعة صمود
ويرى مدير الأملاك الوقفية في القدس والمسجد الأقصى ناجح بكيرات أن هذه العروض خطيرة، وهي تشجع المستوطنين المتطرفين على تكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى واحتلال مساحات أكبر من البلدة القديمة بالقدس.

وتطرق بكيرات إلى استغلال إسرائيل موسم الأعياد اليهودية والمهرجانات الضخمة لتقديم القدس كعاصمة لمشروع الدولة اليهودية، وتثبيت الوجود الإسرائيلي في البلدة القديمة وما حولها لتشويه المعالم الإسلامية، وتزوير الحقائق التاريخية الممتدة في المدينة على مر العصور.

وحسب بكيرات، فإنه من الممكن محاربة هذا الغزو الفكري عبر توعية الجماهير بأن هذه المناسبات جزء لا يتجزأ من الاحتلال الذي يجب أن يزول عن مدينتهم، مؤكدا على ضرورة دعم المقدسي المهمش لأنه لا يمكن أن تبقى المدينة عبارة عن حضارة عريقة من دون وجود إنساني فيها، في ظل الإجراءات الإسرائيلية اليومية الرامية لتهجير الفلسطينيين وترحيلهم عن مدينتهم قسرا.

يذكر أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين والسياح الأجانب يتوجهون لحضور فعاليات المهرجان سنويا، حيث تجذب العروض الموسيقية الراقصة الجمهور الأوسع، فيما يدفع المقدسي ثمن هذه الأنشطة التي تنغص حياته اليومية بإعاقة حركة المرور وتكثيف التواجد العسكري في أماكن العروض المختلفة.

المصدر : الجزيرة