معاريف: هجمات إسرائيل بسوريا قد تؤذي مصالحها

معاريف: هجمات إسرائيل في سوريا قد تؤذي مصالحها، ومذبحة حلب تشبه المحرقة النازية
الهجمات الإسرائيلية تدمر قوافل أسلحة تابعة للجيش السوري (الصحافة الإسرائيلية)

قال ران أدليست الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف إن الهجمات التي تنفذها إسرائيل في الآونة الأخيرة داخل سوريا لا تخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية، لأنها جزء من سياسة المواجهة السائدة بين إسرائيل ودول المنطقة دون وجود حل سياسي في الأفق بينهما.

وأضاف أنه بدلا من نجاح هذه الهجمات في إبعاد شبح المعركة القادمة على الجبهة الشمالية، فإنها تعمل على تقريبها، رغم أن الهجمات الإسرائيلية تقوم بتدمير قوافل أسلحة تابعة لـ الجيش السوري، تقول إنها كانت في طريقها إلى حزب الله.

وتبرر الأوساط الإسرائيلية هذه الهجمات بأنها تعمل على إضعاف سوريا والحزب للإتيان بهما في المستقبل إلى طاولة المفاوضات، والاتفاق معهما على الترتيبات الأمنية اللازمة بعيدة المدى، مع العلم أن ما تقوم به إسرائيل من هجمات داخل سوريا لا تحقق لها أهدافا إستراتيجية، ولا تؤذي بصورة جادة ترسانة الأسلحة السورية أو التابعة للحزب.

وأشار إلى أن أيا منهما سوريا أو الحزب لو قرر حيازة سلاح كاسر للتوازن -كما يصف ذلك وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان– فلديهما ألف طريقة وطريقة للحصول عليه، وليس فقط من
خلال مسار الطريق الواصل دمشق مع بيروت، وإن لم يتمكنا من ذلك اليوم فبإمكانهما ذلك غدا أو بعد غد.

أشار الخبير الأمني في صحيفة معاريف إلى أنه رغم الإدانة التي يتعرض لها الرئيسان السوري والروسي بسبب المشاهد المروعة القادمة من حلب، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا بريئتين من ذلك أيضا

حل سياسي
وطالب أدليست بدل شن هذه الهجمات إقامة جهاز مراقبة يضم إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا لمواجهة إيران وسوريا وحزب الله، تحضيرا للتوصل إلى حل سياسي مستقبلي، وإلا فإن الواقع القائم على الحدود الإسرائيلية السورية يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعود لأخطاء الحكومات السابقة، بل إن أخطاء بنيامين نتنياهو وشركائه في الائتلاف الحكومي تبدو مضاعفة عن سابقيه من رؤساء الحكومات الإسرائيلية.

بينما أشار يوسي ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي في صحيفة معاريف إلى أنه رغم الإدانة التي يتعرض لها الرئيسان السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين بسبب المشاهد المروعة القادمة من حلب، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا بريئتين من ذلك أيضا.

وأضاف أن مدينة حلب تركت وحدها، والعالم بقي صامتا عما يحصل فيها، وإسرائيل لم يعد يهمها ما يحدث في جارتها الشمالية، باستثناء مصالحها الأمنية، مع أن ما تشهده حلب يذكرنا بما كانت عليه معسكرات النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وما واجهه اليهود في المحرقة، والطريقة التي يتبعها النظام السوري وحليفته روسيا لا تختلف كثيرا عما ارتكبه النازيون.

وأوضح ميلمان -وثيق الصلة بالأجهزة الأمنية الإسرائيلية- أن الطائرات السورية والروسية تقوم في حلب بقصف عشوائي بدون تمييز، واستهداف المستشفيات، ورفض إدخال الأطعمة والمواد الغذائية والأدوية للمواطنين المحاصرين منذ ثلاثة أشهر والذين يعانون من انقطاع الكهرباء والمياه، ويتعرض النساء والأطفال والرجال للذبح يوميا، سواء من خلال القصف الجوي أو إصاباتهم المتلاحقة أو من الجوع، في ظل ما تمارسه المليشيات الشيعية التابعة لإيران.

وختم بالقول: كنت قد قدمت اقتراحا سابقاً لوزارة الدفاع بالإعلان عن حظر بعض المناطق في الأجواء السورية أمام الطائرات السورية، في ظل قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على التحليق الدائم في سماء سوريا، مما كان سيحظى بارتياح المجتمع الدولي، لكن ثقتي بأن الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية لن تنظر إلى انتهاك الجوانب الأخلاقية للحرب الدائرة في سوريا، والاكتفاء بتحصيل المصالح الأمنية للدولة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية