التعيينات والعلاقة ببوتين اختباران فوريان لترامب

Republican presidential nominee Donald Trump arrives for his election night rally at the New York Hilton Midtown in Manhattan, New York, U.S., November 9, 2016. REUTERS/Andrew Kelly
ترامب يصل إلى مهرجان الاحتفال بفوزه في فندق هيلتون بنيويورك الأربعاء الماضي (رويترز)

التعيينات التي سيقررها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في المناصب الرئيسية للأمن القومي، وغيرها من التعيينات، والكيفية التي سيتعامل بها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ ستمثل اختبارات فورية توضح لنا الوجهة التي سيقود إليها أميركا.

هذا ما كتبه الكاتب جاكسون ديل نائب رئيس تحرير صفحة الرأي بصحيفة واشنطن بوست، قائلا إن المراقبين ربما يحتاجون وقتا طويلا لمعرفة سياسة ترامب الخارجية، لكن التعيينات التي ستتم خلال ساعات ستشكل أحد المفاتيح لمعرفتنا.

وأوضح الكاتب أن من يرغبون في ترويض ترامب يأملون أن يقوم بتعيين مسؤولي الأمن القومي السابقين ذوي الخبرة والمعرفة المهنية، وأبرزهم السيناتور بوب كوركر، ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ديفد بترايوس، وأن يبتعد عن تعيين أصدقائه الحميميين غريبي الأطوار مثل نيوت غينغريتش ورودي جولياني ومايكل فلين.

خياران مبينان
والتعيينات في المناصب العليا مهمة -كما يقول الكاتب- لأنها ستحدد إذا كان عشرات خبراء السياسة الخارجية من الجمهوريين سينضمون أو ينأون بأنفسهم عن الإدارة الأميركية الجديدة؛ فإذا انضموا فإن صناعة القرار ربما تأخذ منحى تقليديا نسبيا، وإلا فإن البيت الأبيض سيقود أميركا نحو الكوارث.

أما الاختبار الثاني الكبير لسياسة ترامب الخارجية فهو تعامله مع بوتين. ويقول الكاتب في هذا الصدد إن دفاع ترامب المريب والمستمر عن الرئيس الروسي خلال الحملة الانتخابية يظل مثيرا للتساؤل: فهل هو مجرد معجب بقوة بوتين؟ أم أنه يشعر بأن بوتين له فضل عليه بسبب قرصنة رسائل البريد الإلكتروني التابعة للحزب الديمقراطي؟ أم بسبب الاستثمارات الروسية في أعمال ترامب؟

ويؤكد ديل أن بوتين سيطلب رفع العقوبات الأميركية عن بلاده، ويقول إذا وافق ترامب على رفعها، فسنعلم أن النظام العالمي يتعرض لتغيير كبير، ذلك لأن موقف ترامب من روسيا سيشكل علاقاته مع حلفاء أميركا الرئيسيين في أوروبا والشرق الأوسط.

تغييرات جذرية
ويستمر ديل موضحا أن ترامب إذا تخلى عما كان دعما غربيا قويا لأوكرانيا، فإن قادة الناتو ابتداء من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سيشعرون بالخطر، ويستاؤون من أميركا، وستتسابق الدول الأصغر في أوروبا الوسطى لعقد اتفاقات خاصة مع بوتين، وإذا انهارت العملية الأخيرة لانتشار قوات حلف الناتو لردع روسيا في دول البلطيق، فإن الناتو سينهار. وفي سوريا سيعني تحالف أميركا مع روسيا تخليا فوريا عن الحلفاء السنة مثل السعودية والأردن.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن ترامب لم يبدأ حتى بالتعامل مع هذه التعقيدات، قائلا إنه عندما يواجهها، سنعلم إن كانت قيادة أميركا للعالم -التي استمرت مئة عام منذ 1918- ستتعرض للمزيد من التآكل الذي بدأ بطيئا مع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما أو لانهيار سريع وكامل.

يُذكر أن التعيينات التي قررها ترامب الليلة الماضية -بعد نشر هذا المقال في ما يبدو- لم تحسم هذه التوقعات، لأنها تضمنت تعيين ممثلين لمؤسسة الحزب الجمهوري، وعلى رأسهم رئيس اللجنة القومية للحزب الجمهوري راينس بريباس، وممثلين للمتمردين على مؤسسة الحزب، وعلى رأسهم اليميني المتطرف ستيفن بانون.              

المصدر : واشنطن بوست