إرث أوباما تحت المجهر في عامه الأخير
ركزت افتتاحيات ومقالات الرأي في أبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم على خطاب الوداع للرئيس الأميركي باراك أوباما عن حالة الاتحاد، وما يمكن استخلاصه من فترة حكمه السابقة.
ورأت الصحيفة أن أوباما حقق خلال السنوات السبع الماضية ما يجعله يستحق الثناء، حيث ورث اقتصادا على حافة الكساد، واليوم أميركا في عامها السابع للنمو بعد أن أضاف لها أكثر من 14 مليون وظيفة بالقطاع الخاص، وأضافت أنه يستحق الثناء أيضا لتجاهله الأسلوب الغوغائي وردود فعل حزب الشاي التي لا يزال الكثير منها يصبغ الحملة الخطابية لترامب.
وانتقدت الصحيفة سجله في بعض جوانب السياسة الخارجية، ومنها أنه أخفق في رؤية صعود تنظيم الدولة، وأنه منذ ذلك الحين اعتمد أسلوب رد الفعل، لكنها عدّت الاتفاق النووي الذي أبرمه مع إيران محاولة شجاعة لكسر جمود خطير، وأكدت ضرورة مراقبة الاتفاق عن كثب لأنه يستحق النجاح، كما أثنت على عودة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا.
وفي صحيفة الغارديان كان انتقاد الكاتب أوين جونز أكثر وضوحا، حيث يرى أن الولايات المتحدة -رغم خطاب أوباما الأخير عن حالة الاتحاد- لا تزال مجتمعا ينتشر فيه ظلم مزمن وعدم مساواة مدمرة، وديمقراطيتها التي تفتخر بها تدين بالمعروف لمصالح الأقوياء والأثرياء أمثال ترامب.
ورغم ذلك لم يبخس الكاتب أوباما حقه في بعض الإنجازات التي كان من أبرزها الرعاية الصحية الشاملة التي نجح في توفيرها لملايين الأميركيين، وموقفه من التهديد الوجودي لتغير المناخ.
وفي السياق ذاته، يرى مقال بصحيفة إندبندنت أن إرث أوباما سيكون أكبر بكثير مما يبدو عليه الآن، وأن سياسته الخارجية سيُعترف بها كمغير لقواعد اللعبة.
ورأت الصحيفة أن نجاحه كأول رئيس أميركي أسود للولايات المتحدة مهّد الطريق لسياسة مصابة بعمى الألوان في وقت سيكون فيه الشعب الأميركي أكثر تنوعا عرقيا مما هو عليه بالفعل، وبدخول أسرته إلى البيت الأبيض فإن ما كان يبدو مستحيلا لرئيس أسود أصبح تحديا مشاهدا كل يوم.
وأشادت بانتشاله أميركا من الحروب التي لا تحظى بشعبية في أفغانستان والعراق، وأنه كان جريئا بما فيه الكفاية لإنهاء العزلة المدمرة لكوبا، ومساهمته في ثورة الغاز الصخري التي أنهت اعتماد الطاقة الأميركية على الشرق الأوسط.