أبو مرزوق: الفلسطينيون لن يموتوا بصمت

epa03472905 A bomb dropped by an Israeli warplane explodes at a alleged position of Hamas extremists in the northern Gaza Strip, 16 November 2012. Israeli forces launched a heavy barrage of bombs at the break of dawn but also announce a three hours ceasefire during the visit of the Egyptian Prime Minister Hesham Qandil in the Gaza Strip. EPA/OLIVER WEIKEN
undefined

قال موسى أبو مرزوق -نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن الفلسطينيين في قطاع غزة لن يموتوا بصمت, وإنه إذا كان العالم لن يدافع عن الفلسطينيين ضد إسرائيل، فإنه لدينا الحق في "الدفاع عن أنفسنا".

وأشار أبو مرزوق في مقال نشرته له صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وقال إن العدوان جعل دولا أوروبية والولايات المتحدة تؤكد موقفها الثابت المتمثل في تأييد المعتدي.

وقال إن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والرئيس الأميركي باراك أوباما كلهم زعموا أن صواريخ حماس هي المسؤولة عن الأزمة، وأن من حق إسرائيل أن تدافع عن مواطنيها.

وأضاف أبو مروزق أنه لو قدر لهؤلاء أن يتفحصوا الحقائق على الأرض، فإنهم سرعان ما سيدركون أن إسرائيل هي التي بدأت هجماتها على قطاغ غزة، موضحا أن التصعيد بدأ عندما توغلت إسرائيل عسكريا في غزة في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، مما أسفر عن مقتل طفل فلسطيني.

 إسرائيل توغلت عسكريا في قطاع غزة وهاجمته أكثر من مرة منذ الحرب السابقة، مما أثار رد فعل من جانب الفصائل الفلسطينية، وبرغم المحاولات للتهدئة والوصول إلى هدنة، فإنه كان واضحا أن لدى إسرائيل أجندة أخرى

أجندة أخرى
وقال إنه أعقب ذلك في غزة توغلات عسكرية إسرائيلية أخرى وهجمات أخرى على الفلسطينيين، مما أثار رد فعل من جانب الفصائل الفلسطينية، وإنه على الرغم من ذلك، كانت هناك جهود جادة لتهدئة الوضع والتوصل إلى هدنة، ولكن كان واضحا أنه لدى إسرائيل أجندة أخرى.

وأشار إلى أنه من خلال استهداف إسرائيل أحمد الجعبري -نائب قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس- فإنها خربت الجهود المصرية الرامية لإبرام هدنة بين الفصائل الفلسطينية والإسرائيليين، مضيفا أن هذا ما أكده الرئيس المصري محمد مرسي السبت الماضي.

وقال أبو مرزوق إنه مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد المتاجرة بدماء الفلسطينيين، وخاصة بعد فشل تحالفه مع كبير المتطرفين وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في تعزيز شعبيته في استطلاعات الرأي كما كان يتوقع.

وأضاف أبو مرزوق بالقول إنها ليس المرة الأولى التي يشن فيها الإسرائيليون الحرب لتحقيق مكاسب انتخابية، فقد شن شمعون بيريز حربا في 1996 وفعل مثله التحالف المؤلف من أولمرت وليفني وباراك، فشنوا حربا على غزة في 2008.

غطاء للعدوان
وقال إن المهم هو الموقف الأخلاقي المتمثل في قصر النظر من جانب حكومة الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية التي أساءت فهم الحقائق، والذي كشف عن تحيز كامل لصالح المعتدي.

وأوضح أن الموقف الأوروبي شكل غطاء للعدوان الإسرائيلي، بل وشجع قيادة إسرائيل على مواصلة هجماتها، ومن هنا فإن الدول الغربية تعتبر متواطئة بهذه الجريمة من "وجهة نظر شعبنا وشعوب المنطقة بأسرها".

وأضاف أن موقف الحكومات الأوروبية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كشف عن معاييرها المزدوجة ونفاقها مرة أخرى، وأن موقفها يأتي على النقيض من موقف شعوبها التي أظهرت غالبيتها دعما للحقوق الفلسطينية.

وقال إن الشعب الفلسطيني محروم من حقوق الإنسان التي تدعي أوروبا الدفاع عنها في جميع أنحاء العالم، فالحكومات الأوروبية لم تفعل شيئا إزاء 1.7 مليون فلسطيني في غزة، والذين تستمر إسرائيل بحصارهم على مدار السنوات الخمس الماضية، وتحرمهم من الغذاء والماء والدواء، بل إن تل أبيب تحدد عدد السعرات الحرارية التي يجب السماح لهم بها عن كل يوم.

حق مضمون
وأشار إلى أن الحق في مقاومة الاحتلال ومواجهة العدوان حق مضمون لكل الشعوب، ولكن إذا أراد الفلسطينيون ممارسة هذا الحق فإنهم سرعان ما يتهمون بالإرهاب، بل وسرعان ما يصار إلى اضطهادهم بسبب محاولتهم ممارسة هذا الحق.

وقال إن الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة لم تتوقف بعد الحرب الإسرائيلية السابقة على القطاع، فمنذ 2009 تسببت إسرائيل في مقتل 271 فلسطينيا في قطاع غزة مقابل مقتل ثلاثة إسرائيليين.

وأضاف أن 700 فلسطيني في غزة لقوا مصرعهم أو جُرحوا في الأيام القليلة الماضية، وأن أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وأن 12 شخصا من عائلة واحدة قضوا نحبهم في مجزرة بهجوم إسرائيلي البارحة.

وقال إن العدوان الإسرائلي لا يستهدف غزة فقط، بل إن تل أبيب مستمرة في مصادرة الأراضي الفلسطينية وفي طرد الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية، وذلك على الرغم من جهود قادة منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق اتفاقات السلام.

الموقفان الأوروبي والأميركي شكلا غطاء للعدوان الإسرائيلي، بل شجعا قيادة إسرائيل على مواصلة هجماتها، ومن هنا فإن الدول الغربية تعتبر متواطئة بهذه الجريمة من وجهة نظر شعبنا وشعوب المنطقة بأسرها

حماس ليست وحدها
وأشار إلى أن إسرائيل ضاعفت لعشر مرات من عدد المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي  الفلسطينية منذ اتفاقات أوسلو في 1993، وحتى بعد أن تخلصت إسرائيل من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فهي لم تعط الفلسطينيين شيئا، بل إن ليبرمان يحاول الآن التخلص ممن وصفه برئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن.

وقال إن حماس قررت الدفاع عن حقوق شعبها بقدر من الردع ضد واحد من أكثر الجيوش تجهيزا، مشيرا إلى أن الحكومات الغربية هي من تمول الجيش الإسرائيلي، ومضيفا أن العالم يرفض أن يدافع عن الفلسطينيين، ولهذا "فإننا سندافع عن أنفسنا، فلشعبنا الحق في الدفاع عن النفس، ولن نموت بصمت بعد الآن".

وأوضح أن حماس قد لا تكون قادرة على هزيمة إسرائيل، و"لكننا نستطيع الوقوف في مواجهتها بحزم وصلابة، بل ويمكن لنا شل الحياة في جزء كبير من إسرائيل"، موضحا أن هذا يعتبر من حق أي شعب حر.

وقال إن غزة وحماس ليستا وحدهما في الميدان، فأعداء إسرائيل يتزايدون، والعالم العربي آخذ بالتغيير، وإن الشعب الفلسطيني يرى في حماس الأمل والقيادة.

واختتم أبو مرزوق مقاله بالقول إن إسرائيل شرعت في مغامرة لم تحسب حساباتها بشكل صحيح، وإنه يتوجب عليها الآن تحمل النتائج، وإن أي هدنة ستكون وفق شروط حماس وليس وفق شروط إسرائيل، وأول شروط حماس تتمثل في وجوب رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.

المصدر : غارديان