هل توقف حماس مسيرات العودة تمهيدا لتهدئة طويلة الأمد بغزة؟

A Palestinian hurls stones at Israeli troops during a protest calling for lifting the Israeli blockade on Gaza and demanding the right to return to their homeland, at the Israel-Gaza border fence in the southern Gaza Strip October 19, 2018. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa
من مظاهرة في قطاع غزة مطالبة برفع الحصار (رويترز)

محمد عمران-غزة

أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن ما يجرى بينها ومعها الفصائل الفلسطينية وبين الاحتلال الإسرائيلي هو مجرد تثبيت لـوقف إطلاق النار المتفق عليه بعد حرب عام 2014، والقاضي بتحقيق تهدئة مقابل شرط رئيسي يتمثل في كسر الحصار على قطاع غزة.

ونفى القيادي في حماس حماد الرقب في حديثه للجزيرة نت، أن تكون حركته قد اتفقت على تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال تمتد لثلاث سنوات أو غيرها، أو أنها تعهدت بوقف مسيرات العودة، مؤكدا في الوقت ذاته أن خطوات التهدئة بين الجانبين بدأت بالتطبيق على أرض الواقع.


ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ما وصفتها ببنود اتفاق بين الاحتلال وحركة حماس، تتضمن "انضباطا على الحدود ومحاسبة أي مخالف واستمرار مسيرات العودة بصورتها الجديدة حتى نهاية العام الجاري، إضافة إلى تهدئة لثلاث سنوات وتفعيل صفقة تبادل الأسرى مع رفع الحصار بنسبة 70% ودعم مشاريع البنية التحتية والكهرباء".

الرقب: توقف مسيرات العودةرهين بتحقيق أهدافها (الجزيرة)
الرقب: توقف مسيرات العودةرهين بتحقيق أهدافها (الجزيرة)

بيد أن القيادي بحماس شدد على عدم وجود أي اتفاق مكتوب، وأن ما يحدث عبارة عن نقل رسائل من قبل الوسيط المصري والأممي، نافيا أن يكون طُلب من حماس اعتقال متظاهرين على الحدود، أو أنها تعهدت بتفعيل صفقة أسرى جديدة، "وكل ما حدث استعداد مصري لتحريك صفقة التبادل".

وبيّن القيادي أن حركته تنتظر خلال المدة المقبلة إحداث تغيير ملموس على واقع غزة، والإيفاء بالمطلوب من الاحتلال على صعيد فتح المعابر وتحسين الكهرباء ومشاريع البنى التحتية وإدخال الأموال وغيرها، لافتا إلى أن ما ينشر في الإعلام العبري عن التهدئة "فيه كثير من الغبش وعدم الدقة لتحقيق مآرب إسرائيلية".

أما مستقبل مسيرات العودة والتهدئة مع الاحتلال، فإن القيادي بحماس قال إن توقفها من عدمه رهن بتحقيق أهدافها وشعور الشعب الفلسطيني كله بذلك على أرض الواقع، مؤكدا أن حركته "لن تترك أي ورقة بأيديها لتحقيق ذلك، وإلا فسيتغير مسار التهدئة برمته من الألف إلى الياء إذا لم يف الاحتلال بمتطلبات الهدوء".


تراجع كبير
وكشفت أحداث الجمعة الأخيرة لمسيرات العودة عن تراجع كبير في فعالياتها مقارنة بمشاهد وسيناريوهات الجمع السابقة، حيث لم يشعل المتظاهرون الإطارات المطاطية لأول مرة ولم يندفعوا نحو السياج الفاصل بصورة كبيرة، كما تراجعت أعدادهم وغابت صور الملثمين وعناصر الوحدات الميدانية، إضافة إلى توقف ما يعرف بالإرباك الليلي مع توقف شبه كامل لإطلاق البالونات الحارقة.

‪الشقاقي لم يستبعد التوجه نحو تحقيق‬  (الجزيرة)
‪الشقاقي لم يستبعد التوجه نحو تحقيق‬  (الجزيرة)

وتؤشر هذه المعطيات إلى البدء الفعلي في تطبيق تفاهمات التهدئة التي يقودها بشكل رئيسي الوفد الأمني المصري، إضافة إلى سماح الاحتلال بدخول السولار الممول قطريا والمخصص لمحطة توليد الكهرباء مع توسيع مساحة الصيد في بحر غزة، علاوة على ما يتردد من موافقة إسرائيلية على إدخال منحة مالية قطرية لصرف رواتب موظفي حكومة غزة السابقة.

من جانبه، عزا الكاتب والمحلل السياسي أحمد الشقاقي إبراز الإعلام العبري لتفاهمات التهدئة بصيغ اتفاق وتضخيمها، إلى أهداف تتعلق بتهدئة الرأي العام وطمأنة مستوطني غلاف غزة بأن الأمور في طريقها للهدوء وإنهاء حالة التوتر، وفق تقديره.

ولم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي خلال حديثه للجزيرة نت، التوجه نحو تحقيق تهدئة ميدانية لسنوات عدة مع الاحتلال لكن بعيداً عن اتفاق سياسي، معتبرا أن استمرار الهدوء المتواصل مؤخراً قد يفضي إلى حالة تهدئة شاملة وطويلة الأمد خصوصاً إذا ما التزام الاحتلال بكسر الحصار وتغيير واقع الفلسطينيين في قطاع غزة.

المصدر : الجزيرة