قلق بالبنتاغون من التعاون الأميركي الروسي بسوريا

U.S. Secretary of State John Kerry (R) and Russian Foreign Minister Sergei Lavrov walk into their meeting room in Geneva, Switzerland, to discuss the crisis in Syria, September 9, 2016.REUTERS/Kevin Lamarque TPX IMAGES OF THE DAY
وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اتفقا على تمديد الهدنة بسوريا (رويترز-أرشيف)

عبّر العديد من مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذين عاشوا الحرب الباردة في بداية مشوارهم العملي، عن قلقهم وعدم ارتياحهم من احتمال التعاون الميداني بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا

وتراوحت ردود أفعال المسؤولين العسكريين الأميركيين بين الحذر والتشكك الصريح إزاء إنشاء مركز مشترك مقره جنيف، ربما يجمع قريبا الجيشين الأميركي والروسي لبحث الأهداف المشتركة في سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

وعبّر رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل عن تأييده للمبادرة، لكنه قال إن الأمر "ينطوي على تحديات. هناك نقص في الثقة مع الروس".

وتهدف الولايات المتحدة وروسيا بموجب الاتفاق إلى خفض العنف على مدار سبعة أيام متتالية، قبل الانتقال إلى المرحلة التالية وهي تنسيق الضربات العسكرية ضد جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، اللذين لا تشملهما الهدنة. وإذا صمدت الهدنة فإن التنسيق ربما يبدأ يوم الاثنين المقبل.

ومن الناحية النظرية فإن روسيا والولايات المتحدة قد تبدآن في تلك المرحلة استخدام المركز المشترك لتبادل المعلومات عن استهداف المقاتلين.

ويؤكد مسؤولون أن المركز المشترك لن يكون مماثلا للمراكز المقامة في مناطق حرب مثل العراق التي تزخر بأنظمة الحاسوب السرية وشاشات التلفزيون العملاقة وتعرض بثا حيا من الطائرات المسيرة المسلحة التي تنفذ الضربات.

وعبر مسؤولو مخابرات أميركيون عن قلقهم من إطلاع موسكو على معلومات دقيقة عن مواقع جماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، نظرا لأن روسيا استهدفتها في ما سبق.

وقال مسؤول أميركي -طلب عدم نشر اسمه- إن "الروس لا يستخدمون ذخيرة دقيقة التوجيه في سوريا، وهو ما يوفر لهم عذرا مثاليا ليقولوا: نعتذر لم نكن نستهدفكم".

كما عبر مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون عن مخاوف بشأن المبادرة، ولفتوا إلى انتقادات البنتاغون العلنية التي استمرت فترة طويلة لأسلوب روسيا في إدارة الحرب دعما للرئيس السوري بشار الأسد وضم موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.

وحذرت إيفلين فاركاس النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع -التي تخصصت في الشأن الروسي- من مخاطر قادمة، وقالت إن "القيام بعمليات مشتركة مع الجيش الروسي محفوف بالمخاطر السياسية والعسكرية وربما القانونية".

وبعيدا عن هذه المخاوف، فإن هناك عقبة قانونية، حيث سيحتاج وزير الدفاع أشتون كارتر لإصدار أمر بوقف العمل بقانون أميركي يضع قيودا صارمة على التعاون العسكري الأميركي مع روسيا.

المصدر : رويترز