هجوم برلين يزيد الضغط على ميركل بسبب اللاجئين
قد يشكل هجوم "سوق الميلاد" في برلين ضربة جديدة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تتعرض لانتقادات مستمرة بسبب سياسة الهجرة المنفتحة التي اعتمدتها، في وقت بدأت تستعيد فيه بعض الشعبية.
وأشار عدد من وسائل الإعلام الألمانية إلى أن منفذ اعتداء الدعس بشاحنة أمس الاثنين، والذي أسفر عن سقوط 12 قتيلا ونحو خمسين جريحا، يشتبه في أنه لاجئ باكستاني يبلغ 23 عاما، وصل إلى البلاد في فبراير/شباط الماضي عن طريق البلقان.
لكن اليمين الشعبوي لم ينتظر تأكيد السلطات هوية ودوافع السائق -الذي قاد الشاحنة واقتحم بها مساء الاثنين أكثر أسواق الميلاد اكتظاظا في العاصمة الألمانية- لإعلانه مذنبا.
وكتب المسؤول في حزب "بديل لألمانيا" اليميني ماركوس بريتزل على تويتر، "هؤلاء قتلى ميركل".
كذلك رأت زعيمة الحزب فراوكه بيتري أن "ألمانيا لم تعد آمنة أمام إرهاب الإسلام المتطرف"، منددة بقرار المستشارة فتح أبواب ألمانيا لنحو تسعمئة ألف لاجئ ومهاجر عام 2015، وأضافت أن التهديد الإسلامي "تم استيراده بشكل منهجي يفتقر إلى المسؤولية في فترة العام والنصف الماضية".
لكن الانتقادات لم تقتصر على اليمين الشعبوي، فاعتداء برلين أيقظ الاستياء في الفرع البافاري لحزب ميركل المحافظ الذي يندد منذ أكثر من عام بتوافد اللاجئين، ويطالب -دون جدوى حتى الآن- بتحديد سقف سنوي لعدد اللاجئين الذين يُسمح بدخولهم إلى ألمانيا.
وصرح وزير الداخلية في بافاريا يواكيم هرمان "بات علينا الآن التساؤل حول المخاطر التي يثيرها وصول عدد كبير من اللاجئين إلى البلاد"، فلا يمكن أن يقبل الرأي العام "باستمرار وضع تتضاعف فيه مخاطر الاعتداءات الناجمة عن أفراد يتبعون التشدد الإسلامي".
ولاية رابعة
وأعاد حادث سوق الميلاد ببرلين إلى الأذهان هجوم نيس في فرنسا يوم 14 يوليو/تموز، حين اقتحم تونسي بشاحنته الكورنيش البحري في المدينة مستهدفا حشدا من المدنيين، فقتل 86 شخصا وجرح أكثر من أربعمئة قبل أن تقتله الشرطة، وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم.
ويأتي هجوم برلين في وقت بدأت فيه المستشارة الألمانية تستعيد بعضا من الشعبية التي خسرتها منذ 16 شهرا، نتيجة قلق عام من توافد اللاجئين.
وشهدت ميركل مع بداية العام تدهورا لشعبيتها انعكست في معاقبة حزبها المحافظ –الحزب المسيحي الديمقراطي– في عدد من الاستحقاقات الانتخابية بصعود "البديل لألمانيا"، لكن المستشارة بدأت منذ عدة أسابيع تستعيد بعضا من خسائرها في استطلاعات الرأي.
ومنح حزبها في استطلاعات الرأي الأخيرة نوايا تصويت بلغت 37% للانتخابات التشريعية المقبلة في 2017، بعد تراجعها إلى نحو 30%.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، استغلت المستشارة هذا التحسن للإعلان عن ترشحها لولاية رابعة على رأس المستشارية في الانتخابات التشريعية التي يرجح تنظيمها في سبتمبر/أيلول 2017، وهو ما أكده مؤتمر حزبها في مطلع ديسمبر/كانون الأول.
وفي تلك المناسبة، شددت ميركل خطابها بشأن الهجرة لتقديم ضمانات لناخبيها، ووعدت بعدم تكرار ما حصل في خريف 2015، عندما دخل البلاد مئات الآلاف من طالبي اللجوء وبعضهم لاجئون سوريون.