مئات اللاجئين عالقون بالحدود الصربية المجرية
قضى نحو 1500 لاجئ -معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان– ليلة البارحة بالعراء في منطقة بالجانب الصربي المواجه لمنفذ روسكي الحدودي المجري بعد إغلاق السلطات المجرية حدودها عقب تطبيقها قانونا جديدا يحظر دخول اللاجئين القادمين من صربيا ويعاقب أي لاجئ يجتاز الحدود بالسجن ثلاث سنوات.
ويرفض اللاجئون الذين باتوا محصورين بالمنطقة الحدودية المجرية الصربية تقبّل فكرة أن رحلتهم الخطرة انتهت هنا، وعبروا عن هذا الأمر بالهتاف ضد الشرطة المجرية ومطالبتهم بفتح الحدود وتمكينهم من مواصلة رحلتهم لدول أوروبية أخرى يرغبون بالاستقرار فيها.
في المقابل، أظهر أفراد الشرطة المجرية المنتشرون بالمئات على الشريط الحدودي في قرية روسكي للاجئين أنه لا أمل لهم باجتياز الحدود إلا بتسجيل أنفسهم وأخذ بصمات أصابعهم، وهو ما يرفضه اللاجئون الذين يتوقعون رفض المجر طلبات لجوئهم ويتخوفون من عدم التمكن من اللجوء نحو ألمانيا أو السويد.
ووجدت هذه المخاوف ما يعززها بعد رفض السلطات المجرية خمسين طلب لجوء قدمها سبعون لاجئا قبلوا تسجيل أنفسهم وأخذ بصماتهم.
من جانب آخر، لم تكتف المجر بإغلاق حدودها مع صربيا عبر سور من الأسلاك شائكة أقامته بطول 175 كلم وارتفاع أربعة أمتار، وإغلاقها محطة روسكي التي استخدمها اللاجئون طوال الأيام الماضية بالانتقال إلى بودابست ومنها للنمسا، بل أعلنت اعتقالها 155 لاجئا -معظمهم سوريون- حاولوا اجتياز الحدود.
إجراءات أمنية
على صعيد متصل، قالت السلطات المجرية إنها ستقيم منطقة انتظار لتسجيل اللاجئين الذين يقبلون أخذ بصماتهم لحين البت بسرعة بطلبات لجوئهم خلال ثمانية أيام.
وضمن إجراءاتها التي وصفتها بمرحلة جديدة في سياسة الهجرة فرضت المجر حالة الطوارئ بشريطها الحدودي مع جارتها الجنوبية صربيا، ونشرت المئات من أفراد الشرطة وعربات الجيش بمدينة روسكي التي بدت بمخيماتها الخالية أشبه بمدينة أشباح بعد أن عجت في الأيام الماضية بآلاف اللاجئين الذين عبروها إلى محطة قطارات بودابست ومنها للحدود مع النمسا.
وفي الوقت الذي شكك فيه خبراء أمنيون بنجاعة سور المجر الطويل في حمايتها من تدفق اللاجئين في ضوء ازدهار تجارة أدوات قطع الأسلاك الشائكة بطول منطقة الحدود مع صربيا توقعت منظمة حقوقية سلوك اللاجئين مسارا جديدا من صربيا عبر كرواتيا وسلوفينيا وصولا للنمسا.
واعتبرت منظمة حقوق الإنسان "لجنة هلسنكي" أن قيام صربيا بتخصيص حافلات لنقل عشرات اللاجئين الموجودين على حدودها مع المجر إلى كرواتيا مؤشر على تزايد استخدام اللاجئين هذا الطريق الجديد في مسيرتهم نحو دول أوروبية أخرى.
انتقاد وتساؤل
من جهته، انتقد مسؤول ملف اللاجئين في "لجنة هلسنكي" غابور غويلاي الإجراءات المجرية المتشددة في التعامل مع اللاجئين الراغبين بعبور أراضيها.
واعتبر في تصريح للجزيرة نت أن "بودابست تصرفت بطريقة غاب فيها العقل تماما، وأظهرت أنها لا تعرف إلى أين تمضي، وأن كل ما تسعى إليه هو التخلص من اللاجئين".
وقال غويلاي إن هناك أسئلة مفتوحة مثل: ما معنى، وأين تقع، وكيف ستتأسس منطقة الانتظار التي تريدها السلطات المجرية لتسجيل اللاجئين، وهل سيتم ترحيل من يجتازون الحدود أم يوضعون في السجن، وإلى أين يرحل من يتم رفض طلبات لجوئهم ممن يعطون بصماتهم؟