رفض مغربي لتدخل أفريقي بنزاع الصحراء الغربية

An UN vehicle drives past the headquarters of the United Nations Mission for the Referendum in Western Sahara (MINURSO) on May 13, 2013 in Laayoune, the main city in the disputed territory. Six Sahrawi activists arrested this month after pro-independence protests in Western Sahara said they were tortured by Moroccan police and made to sign confessions, Amnesty International charged on May 16. The Western Sahara is a highly sensitive subject in Morocco, which annexed the former Spanish colony in 1975 in a move never recognised by the international community.
المغرب رفض مطالب الاتحاد الأفريقي للأمم المتحدة بتزويد بعثة مينورسو بتفويض لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية (غيتي/أرشيف)

عبد الجليل البخاري-الرباط

لم يتردد المغرب في الرد على مطالبة الاتحاد الأفريقي بتوسيع مهام بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة، والتي جاءت بالتزامن مع تقديم المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس تقريره السنوي حول النزاع في المنطقة.

وفي رسالة من وزير الخارجية صلاح الدين مزوار إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعلن المغرب "رفضه القاطع" لأي دور أو تدخل للاتحاد الأفريقي في هذا الملف، متهما إياه بالانحياز.

وجاء الموقف المغربي بعد أن أفادت تقارير إعلامية أن رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما وجهت مؤخرا إلى بان كي مون رسالة حثت فيها على توسيع مهام مينورسو لمراقبة حقوق الإنسان بالمنطقة، كما عبرت عن قلقها إزاء "الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية بها".

وقال مزوار في رسالته إن الاتحاد "اتخذ بكل وضوح موقفا لصالح الأطراف الأخرى، من خلال إطلاق حملة شرسة ومستمرة ضد المغرب، وتبني أطروحات الجزائر وجبهة بوليساريو".

وأضاف "مسلسل المفاوضات السياسية حول قضية الصحراء المغربية يخضع بشكل حصري للإشراف الأممي، وذلك عقب الإخفاقات المتتالية لمنظمة الوحدة الأفريقية في تدبير هذا النزاع".

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن يوم 28 أبريل/نيسان على تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية.

وفي يوليو/تموز الماضي عيّن الاتحاد الأفريقي رئيس موزمبيق الأسبق جواكين شيسانو ممثلا خاصا للاتحاد بالصحراء الغربية، وهو الأمر الذي رفضته الرباط، متهمة صراحة شيسانو بدعم بوليساريو.

‪الشكراوي: خطوة الاتحاد الأفريقي مناورة لمجموعات تقف وراءها الجزائر‬ (الجزيرة)
‪الشكراوي: خطوة الاتحاد الأفريقي مناورة لمجموعات تقف وراءها الجزائر‬ (الجزيرة)

مناورة وأجندات
وفي تعليقه على خطوة الاتحاد الأفريقي، قال المحلل السياسي خالد الشكراوي إنها تظل "مناورة تقوم بها مجموعات أفريقية تقف وراءها الجزائر" مضيفا أنها تندرج في إطار "أجندات خاصة لدولة جنوب أفريقيا لتقسيم القارة على منطق أنجلوساكسوني، يعتبر شمال أفريقيا مجالا عربيا ينتمي إلى منطقة الشرق الأوسط".

وذكر الشكراوي للجزيرة نت أن "الجزائر تسعى إلى إدارة هذا النزاع في إطار ما تعتبره شرعية دولية من خلال الاتحاد الأفريقي الذي يرغب في العودة بقوة لإدارة هذا النزاع الذي سحب من بين يديه ويصعب عليه الرجوع إليه".

واستبعد إيجاد حل على المدى القريب لهذا الملف، في ضوء "المستجدات الحالية المتمثلة في تعقد الوضع السياسي داخل الجزائر، وعدم وضوح الرؤية على المستوى الأفريقي رغم وجود بعض الإشارات الدولية من أجل العمل على تسريع تسوية هذا الملف خصوصا بعد الاضطرابات السياسية والعسكرية الأخيرة التي شهدتها منطقة الساحل وجنوب الصحراء وتفاعل قضايا الإرهاب".

‪مجدوب: ليست هناك مؤشرات لإيجاد حل لهذه القضية على المدى المتوسط‬ (الجزيرة)
‪مجدوب: ليست هناك مؤشرات لإيجاد حل لهذه القضية على المدى المتوسط‬ (الجزيرة)

فرض موقف
ومن جهته، يرى الإعلامي المغربي خالد مجدوب أن موقف الاتحاد الأفريقي يأتي في سياق محاولة فرض موقفه حيال القضية، وهو الأمر الذي ترفضه الرباط، معربا عن اعتقاده بأن ذلك الموقف ليس له تأثير حاليا على المجتمع الدولي، على اعتبار أن الأمم المتحدة هي المعنية بإيجاد حل للقضية.

وعلل مجدوب ذلك -في حديثه للجزيرة نت- بكون المغرب ليس عضوا بهذه المنظمة، وبالتالي فهو غير معني بقراراتها أو دعواتها، مذكرا أن الرباط سبق لها أن أبدت تحفظها بعد إرسال الاتحاد الأفريقي لمذكرة بشأن تطورات قضية الصحراء إلى الأمم المتحدة.

ويرى أنه ليست هناك مؤشرات لإيجاد حل لهذه القضية على المدى المتوسط، مشيرا إلى أن بوليساريو تحاول في المقابل استعمال كافة الأوراق من الدفاع على طرحها القاضي بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، ومن ضمن تلك الأوراق موضوعا حقوق الإنسان والثروات الطبيعية بالمنطقة، في وقت فتح فيه المغرب أبوابه للجان الأممية لزيارته، في حين ترفض بوليساريو والجزائر زيارة المقررين الأمميين إلى الجزائر أو مخيمات تندوف.

يُذكر أن نزاع الصحراء الغربية، الذي يعد الأقدم حاليا بأفريقيا، ما زال مثار تجاذبات، في وقت طرح فيه المغرب مقترحا للحكم الذاتي تحت سيادته، وهو ما ترفضه بوليساريو التي تطالب بحق تقرير المصير، مدعومة بالجزائر.

المصدر : الجزيرة