البرلمان يعيق مساعي كاميرون لضرب تنظيم الدولة بسوريا

مبنى البرلمان البريطاني
حكومة كاميرون ترغب في موافقة البرلمان على قصف تنظيم الدولة بسوريا (الجزيرة)

محمد أمين-لندن

يبدو أن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون وأبرز وزراء حكومته مصرون على المضي قدما في إقناع أعضاء مجلس العموم بالتصويت لصالح خطتهم بتوسيع الضربات الجوية البريطانية لـتنظيم الدولة الإسلامية لتشمل أهدافا له في سوريا.

وكان كاميرون فشل في الحصول على تفويض من مجلس العموم البريطاني بالمشاركة في عمل عسكري بسوريا عام 2013 رغم أن بريطانيا تنفذ ضربات جوية دورية في العراق.

ففي تصريح رسمي عبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن ثقته بأن الغارات الجوية ستبدأ فور الوصول لتوافق في البرلمان، فيما شدد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون على ضرورة توجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة في سوريا إذا ما تأكد أنه خلف تفجير الطائرة الروسية في مصر.

وفي حادثة غير مسبوقة أدلى قائد الجيش البريطاني الجنرال نيكولاس هوتون بتصريحات سياسية انتقد فيها اقتصار الضربات الجوية لسلاح الجو الملكي على العراق رغم علم بريطانيا أن معقل تنظيم الدولة الرئيسي في سوريا، بحسب تعبيره.

لكن هذه المواقف الرسمية لا تزال تصطدم بموقف حزب العمال الرافض لهذه الضربات دون غطاء أممي، كما أن توصية لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني بعدم الإقدام على توجيه ضربات لتنظيم الدولة في سوريا دون وجود إستراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمة السورية تضيف تعقيدا آخر لمهمة كاميرون المتحمس لضرب التنظيم في سوريا.

بانتوشي: من غير المنطقي ضرب تنظيم الدولة في العراق دون سوريا (الجزيرة)
بانتوشي: من غير المنطقي ضرب تنظيم الدولة في العراق دون سوريا (الجزيرة)

توسيع الضربات
رئيس وحدة الدراسات الأمنية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة رافايلو بانتوشي قال "إنه من غير المنطقي ضرب تنظيم الدولة في العراق دون سوريا".

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- إذا كانت المملكة المتحدة تساهم عمليا بالجهد الدولي في سوريا فلماذا لا تساهم بالضربات والغارات ضمن الجهود الدولية التي ما زالت تمارس عملياتها هناك؟

وعبر الخبير الأمني عن تفهمه اشتراط حزب العمال وعدد من النواب ضرورة الحصول على تفويض أممي قبل البدء بتوجيه ضربات لمعاقل تنظيم الدولة بسوريا، مشددا على ضرورة أن يكون هذا العمل ضمن إطار القانون الدولي.

من جانبه، أشار النائب اليميني جون كوك إلى تضاعف أعداد النواب المؤيدين لتوسيع الضربات الجوية البريطانية لتشمل أهدافا لتنظيم الدولة في سوريا، مشددا على أنه "لا مناص من مواجهة التنظيم قبل أن يتعاظم خطره ويشكل تهديدا أكبر للأمن الأوروبي".

وأضاف أن "أغلبية نواب حزب العمال سيؤيدون هذا الأمر إذا رأوا خطة بريطانية واضحة للتعامل مع الأزمة هناك، خاصة بعد تبني تنظيم الدولة عملية إسقاط الطارئة الروسية بمصر".

هانز: توجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة بسوريا تكرار لأخطاء الماضي (الجزيرة)
هانز: توجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة بسوريا تكرار لأخطاء الماضي (الجزيرة)

رفض عمالي
بالمقابل، فإن موقف زعيم حزب العمال جيرمي كوربن ما زال ثابتا برفضه العمل العسكري في سوريا رغم وجود أصوات داخل الحزب لم تحسم قرارها بعد.

كما وصف رئيس قسم الصراعات في جامعة "لندن متروبوليتان" جيفري هانز موقف العمال بأنه متزن ومفهوم برفضه العمل العسكري ضد تنظيم الدولة في سوريا.

واعتبر -في حديث للجزيرة نت- أن توجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا هو تكرار لأخطاء الماضي، كالتورط العسكري البريطاني في العراق وأفغانستان.

وشدد هانز على وجود مخاطرة كبيرة بهذا التوجه دون ضمانة حقيقة على أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يحسن الأوضاع هناك.

المصدر : الجزيرة