انقسام بحزب العمال البريطاني إزاء الضربات بسوريا

مجلس العموم البريطاني
القرار النهائي لمجلس العموم البريطاني في توجيه ضربات جوية لسوريا دون تفويض أممي (الجزيرة)

محمد أمين-لندن

صوّت أعضاء حزب العمال البريطاني المعارض الأربعاء الماضي في ختام مؤتمر لهم ضد تفويض حكومة ديفيد كاميرون بتوجيه الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية دون غطاء أممي، لتتركز التساؤلات عقب هذا الحسم على الكيفية التي سيصوت بها برلمانيو الحزب في مجلس العموم منتصف الشهر الحالي، بعد دعوة كاميرون للتصويت على قرار يمنحه تفويضا بهذا الخصوص.

وبدا جليا وجود انقسامات داخل الحزب، بين غالبية أعضائه الذين يدعمون توجهات زعيم الحزب جيرمي كوربن الرافضة للعمل العسكري، ونواب ووزراء حكومة الظل العمالية الذين ألمح بعضهم لاحتمالات تصويته لصالح التفويض.

ورغم أن تصويت مؤتمر الحزب وإن كان غير ملزم لنوابه، فإنه مؤشر على التوجه العام داخله، لكن يبقى القرار النهائي لبرلمانييه.

خلط للأوراق
ولعل تصريح وزير الخارجية في حكومة الظل العمالية هيلاري بن الذي أخبر فيه المؤتمر العام للحزب بضرورة دعم أي إجراءات فعالة في سوريا باستثناء إنزال قوات برية، هو واحد من التصريحات التي خلطت الأوراق وفتحت الباب واسعا للتساؤل عن حقيقة موقف العماليين من توجه حكومة المحافظين لتوجيه ضربات جوية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

في المقابل فإن موقف أعضاء حزب العمال الرافض لتنفيذ ضربات جوية في سوريا مدعوما بوزراء آخرين بحكومة الظل العمالية مثل ديان أبوت، يؤشر على أن قرار العمال لم يحسم بعد، ويعكس وجود تيارات مختلفة داخل الحزب.

ويعزز هذا التوجه اتهامات الوزيرة العمالية أبوت للنواب الذين يسعون لتأييد الضربات الجوية في سوريا بأنهم "يحاولون الإضرار بزعامة جيرمي كوربن ومواقفه".

‪عطا الله: الحزب بقيادة كوربن يمر بمرحلة جديدة‬ (الجزيرة)
‪عطا الله: الحزب بقيادة كوربن يمر بمرحلة جديدة‬ (الجزيرة)

تيارات متعددة
وفي حديث للجزيرة نت أكد رئيس المجموعة العربية بحزب العمال عطا الله سعيد وجود تيارات متعددة داخل الحزب، وبين أنه لا يوجد رأي موحد للحزب إزاء تأييد الضربات الجوية بسوريا من عدمه.

وأشار إلى أن الأمر سيتضح من خلال طبيعة التصويت في البرلمان ومواقف النواب كل على حدة، وبيّن أن موقف زعيم الحزب جيرمي كوربن ثابت برفضه للعمل العسكري.

لكن في المقابل، حسب حديثه، فإن الحزب بقيادة كوربن يمر بمرحلة جديدة لن يجبر فيها أحد على التصويت باتجاه معين، مذكرا بأن هذا هو توجه كوربن عندما كان عضوا بالحزب، إذ كان يصوت دوما وفق مبادئه.

وبشأن مدى إلزامية تصويت مؤتمر العمال ضد العمل العسكري للنواب العماليين بمجلس العموم قال سعيد إن التعديل المستمر بلوائح الحزب خاصة في فترة توني بلير وظهور ما يعرف بتيار "العمال الجدد" جعل تصويت الأعضاء غير ملزم للقيادة، مدللا على هذا الأمر بتصويت أعضاء العمال ضد حرب العراق عام 2003، مقابل تجاهل توني بلير لهذا الأمر والمشاركة فيها.

وانتهى سعيد إلى القول إن معظم نواب العمال اليوم بالبرلمان هم من التيار السابق المحسوب على توني بلير وغوردون براون، وليسوا من داعمي خط كوربن، بينما أعضاء الحزب من المتحمسين جدا له.

‪موقف كوربن ثابت برفضه للعمل العسكري‬ (الجزيرة)
‪موقف كوربن ثابت برفضه للعمل العسكري‬ (الجزيرة)

ضغط وثوابت
من جهته يرى الصحفي البريطاني بصحيفة التايمز مايكل سافاج أن زعيم العمال كوربن بات تحت الضغط وبين تيارين ورأيين في الحزب.

وربما يدعم  هذا الرأي دعوة وزير الخزانة بحكومة الظل العمالية -المستشار المقرب من كوربن- جون ماكدونيل، لمنح نواب الحزب حق التصويت الحر، معتبرا أن التصويت على العمل العسكري يبنى على أساس الضمير.

ولعل الثابت الوحيد في مواقف قيادات العمال إزاء الوضع في سوريا هو قرار وقناعة زعيمه كوربن برفض العمل العسكري تماما، ودعوة الأمم المتحدة لمبادرة سياسية جديدة تفضي لإنهاء الحرب الأهلية هناك.

يذكر أن حزب العمال أفشل في العام 2013 جهودا حكومية للحصول على تفويض برلماني للتدخل العسكري في سوريا، كما أن معظم نوابه صوتوا في العام 2014 ضد توجيه ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر : الجزيرة