استياء ودعوات فلسطينية لوقف المفاوضات

عوض الرجوب-الخليل 

عبرت قوى وفصائل فلسطينية ومواطنون عن الرفض الشديد للاستمرار في خيار المفاوضات مع الاحتلال في ظل غياب أفق حقيقي لحل يعيد الحق إلى أصحابه، معتبرين هذا الاستمرار غطاء تستغله إسرائيل للمضي في البناء الاستيطاني والتهويد.

وبينما ترى فصائل فلسطينية أن البديل هو التوجه إلى الأمم المتحدة والانضمام إلى المنظمات الدولية، رأت أخرى أن البديل يكمن في شراكة وطنية لمواجهة الاحتلال، بينما يعول المواطنون على الوحدة والقوة لوقف تعنت الاحتلال. 

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنهى أمس جولته العاشرة في الشرق الأوسط والتي استغرقت أربعة أيام من الجهود الدبلوماسية المكثفة، وأكد أن "تقدما" قد حدث في مهمته رغم عدم التوصل إلى اتفاق إطار للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يتناول ملفات الوضع النهائي.

بدران جابر: رحلة كيري هدفها الضغطعلى الفلسطينيين لتقديم تنازلات (الجزيرة نت)
بدران جابر: رحلة كيري هدفها الضغطعلى الفلسطينيين لتقديم تنازلات (الجزيرة نت)

طريق مسدود
وتعتقد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي تخوض المفاوضات مع إسرائيل- أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.

وقال عضو القيادة السياسية للجبهة بدران جابر إنه رغم محاولات تجميل هذه المفاوضات، فإن القرائن السياسية والإعلامية تؤكد بشكل واضح أن المطلوب ليس حلا عادلا ولا منصفا يلبي الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية.

واعتبر جابر في حديث للجزيرة نت أن رحلة كيري إلى الأردن والسعودية هدفت إلى "تعميق الضغوط وتكثيفها على الجانب الفلسطيني من أجل فرض جملة من التنازلات".

وقال إن من الواضح جدا أن المطلوب إسرائيليا وأميركيا بقاء القدس موحدة على أرضية التهويد والاستيطان، وإبقاء الأغوار خاضعة للسيادة الإسرائيلية وبقاء المستوطنات عليها، إلى جانب الحفاظ على الاستيطان في الضفة مُعترَفا به، وتبادل الأراضي بإخراج فلسطينيي 48.

وخلص جابر إلى أن العملية السياسية تستهدف بالدرجة الأولى الحق الفلسطيني الثابت، مؤكدا أنه "لا يوجد فلسطيني قادر على التفريط بحقه استجابة للمطالبة الإسرائيلية (…) ومن يفرّط فمكانه ليس بين الفلسطينيين".

سميرة حلايقة: جولة كيري تصبفي صالح الأمن الإسرائيلي (الجزيرة نت)
سميرة حلايقة: جولة كيري تصبفي صالح الأمن الإسرائيلي (الجزيرة نت)

وعود كاذبة
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -الفصيل الأقوى المنافس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) المسيطرة على منظمة التحرير- فدعت إلى الوقف الفوري للمفاوضات، وعدم الانسياق وراء ما قالت إنها "وعود كاذبة من راعٍ غير نزيه" وفق بيان سابق، داعية إلى الشروع في تحقيق مصالحة وشراكة وطنية لمجابهة الاحتلال ومخططاته صفاً واحداً.

بدورها وصفت عضوة المجلس التشريعي عن حماس سميرة حلايقة اتفاق الإطار الذي جاء به كيري بأنه "قديم جديد"، متسائلة عما حققه اتفاق أوسلو بعد عشرين عاما على توقيعه حتى يتم الوثوق بأي اتفاقات جديدة.

وأكدت سميرة أن الاحتلال يسيطر على الأرض ويتمادى في الاستيطان ولا ضمانات لحق العودة في ظل الرفض الإسرائيلي لعودة أي لاجئ، وفي المقابل لا احترام لسيادة السلطة الفلسطينية على الأراضي التي تسيطر عليها، معتبرة أن جولة كيري تصب في صالح الأمن الإسرائيلي فحسب.

المنظمات الدولية
من جهته وصف عضو القيادة السياسية لحزب الشعب الفلسطيني فهمي شاهين المقترحات الأميركية التي حملها كيري -بما في ذلك مقترح اتفاق الإطار- بأنها تلبي الاشتراطات والتصور السياسي الإسرائيلي، وطموحات الحكومة الإسرائيلية التي لا تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية والأسس العادلة لعملية السلام.

فهمي شاهين طالب القيادة الفلسطينيةبوقف التفاوض مع الاحتلال (الجزيرة نت)
فهمي شاهين طالب القيادة الفلسطينيةبوقف التفاوض مع الاحتلال (الجزيرة نت)

وطالب شاهين في حديث للجزيرة نت القيادة الفلسطينية بوقف التفاوض واحترام إرادة وعقل الشعب الفلسطيني، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز المقاومة بكافة أشكالها وفي مقدمتها المقاومة الشعبية.

كما شدد على ضرورة "استثمار ما حصل عليه الشعب الفلسطيني من عضوية في الأمم المتحدة والانضمام إلى المنظمات الدولية.. لتمكين شعبنا من ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين".

الشارع الفلسطيني -عموما- لا يبدي ثقة في أن تسفر المفاوضات عن حل يزيل الاحتلال أو يوقف الاستيطان أو حتى يزيل الحواجز.

ويتفق مجموعة مواطنين التقتهم الجزيرة نت في البلدة القديمة بمدينة الخليل -حيث تنتشر أربع بؤر استيطانية يجري البناء في عدد منها وعشرات الحواجز المحسوسة (إسمنت، حديد، بوابات..) والعسكرية- على أن القوي هو الذي يحدد مسار السياسة وهو الاحتلال، وليس الضعيف الذي هو الطرف الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة