وول ستريت: الاستفتاء الكردي خطأ استراتيجي
وتساءلت الصحيفة في افتتاحيتها عما إذا ما كان أهالي كردستان العراق يريدون أن تكون لهم دولة مستقلة مكتفية ذاتيا ومعترفا بها دوليا، أم مظلمة دائما يبقون يشكون بسببها كما هو حال أهالي كتالونيا في إسبانيا.
وأعربت عن الدهشة إزاء هذا الاستفتاء الذي ترى أنه خطر يهدد الازدهار الاقتصادي لهذه القومية.
وأشارت إلى أن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني سبق أن أعلن عن عزمه إجراء استفتاء في 2014، لكنه أجّل هذا الإجراء لمساعدة بغداد وواشنطن من أجل وقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت أنه لما كان تنظيم الدولة الآن في حالة تراجع، فإن البارزاني يقول إن الوقت أصبح مناسبا لإجراء الاستفتاء.
وأضافت الصحيفة أن البارزاني يقول إن لدى شعبه حقا طبيعيا منحه لهم الله يتمثل في حريتهم في تقرير المصير، وإنه ربما يعد من السهل التعاطف معه.
وقالت إن الأكراد أثبتوا أنهم شريك موثوق به للولايات المتحدة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وفي قدرتهم على حماية أراضيهم.
وأضافت أنه لهذا السبب، فإن واشنطن سبق أن فرضت منطقة حظر للطيران فوق منطقتهم لعقد من الزمان، وذلك من أجل حمايتهم من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد حرب الخليج الأولى.
واستدركت بأن المسألة الاستراتيجية لا تنحصر في مدى صدق التطلعات الكردية طويلة الأمد في الحصول على الحكم الذاتي، ولكن في ما إذا كان استفتاء الاثنين القادم من شأنه أن يساعد قضيتهم أو يتسبب لها بالضرر.
وقالت الصحيفة إن الاستفتاء يفتقر إلى الوضع القانوني، وإنه لا يوجد في الدستور العراقي بند يسمح بالانفصال، وإن المحكمة الاتحادية العليا في حكومة بغداد أصدرت قرارا قبل أيام يقضي بوقف الاستعدادات المتعلقة بالاستفتاء.
وأضافت أنه من غير الواضح ما إذا كان الأكراد سيتمكنون من تحسين ظروفهم الاقتصادية إذا ما صوتوا بـ"نعم" في هذا الاستفتاء من أجل الاستقلال.
وتحدثت الصحيفة بشأن المكتسبات التي يتطلع البارزاني للحصول عليها لشعبه بعد الاستفتاء وعن الدول التي تعارض هذه الخطوة، وحذرت من تفاقم الصراع العسكري والصراع العرقي وتزايد حدة التوتر في البلاد برمتها، الأمر الذي ينتظره تنظيم الدولة وجماعات متطرفة أخرى.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تأمل ألا يؤدي الاستفتاء إلى اندلاع صراع عربي كردي، وأن واشنطن تتطلع إلى بقاء العراق مستقرا بينما البيت الأبيض يتعامل مع الصراع في سوريا، ومع إيران ومع أزمة الخليج والخلاف بين السعودية وقطر.
وقالت إن البارزاني وضع نفسه في زاوية بعزمه على المضي نحو إجراء الاستفتاء من دون حصوله على الدعم والتأييد من حلفائه، وإن تأجيل الاستفتاء قد يسبب له الحرج، ولكنه يعد ثمنا يسيرا يدفعه لحماية مصالح الأكراد على المدى الطويل، وهم الذين يقول إنه يسعى لمساعدتهم.