هل تغير أميركا وروسيا القوى المحركة بالشرق الأوسط؟

Syrian Democratic Forces (SDF) fighters stand near food supplies on the bank of the Euphrates river, west of Raqqa city, Syria April 10, 2017. REUTERS/Rodi Said
أفراد من قوات سوريا الديمقراطية على ضفة نهر الفرات غربي الرقة في أبريل/نيسان 2017 (رويترز)
تساءلت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية هل كانت الولايات المتحدة وروسيا تسعيان لتغيير القوى المحركة في الشرق الأوسط؟ وذلك انطلاقا من التعقيدات التي تشهدها الأوضاع في كل من سوريا والعراق والمنطقة.

ونشرت المجلة مقالا للكاتب سيث فرانتزمان أشار فيه إلى لقاء جمع بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري.

وقال إنه بحسب مصادر من السفارة الروسية فإنهما ناقشا التعاون المشترك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أن هذا اللقاء يأتي في أعقاب وصول جيش النظام السوري إلى مدينة دير الزور على نهر الفرات شرقي البلاد، وكسرها الحصار الذي يفرضه عليها تنظيم الدولة منذ أكثر من عامين.

وتابع أن روسيا لعبت دورا رئيسيا في نجاح جيش النظام السوري، وأن القوات السورية المدعومة من روسيا صارت على تماس مع  قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة المنتشرة هناك.

‪قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014‬  (رويترز)
‪قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014‬ (رويترز)

تنظيم الدولة
وقال الكاتب إنه مع تراجع تنظيم الدولة شرعت مجموعات بأجندات مختلفة في ملء الفراغ الذي يتركه التنظيم، مضيفا أن سياسة واشنطن في شرقي سوريا لا تزال غير واضحة.

وتابع أن هذا يقود للإشارة إلى النفوذ الإيراني الأكبر عبر العراق وسوريا، الأمر الذي يترك حلفاء الولايات المتحدة في الخليج وإسرائيل وعلى الأرض في سوريا يتساءلون عما سيحدث لاحقا أو عن الخطوة التالية.

وأوضح الكاتب أن روسيا والولايات المتحدة وحلفاءهما يراقبون المرحلة التالية من الصراع في كل من سوريا والعراق، وسط تساؤلات بشأن الدعم الإيراني للنظام السوري وبشأن الأهداف الإيرانية في الممر البري عبر العراق وسوريا إلى المتوسط.

وقال إن طهران تسعى لربط المليشيات الشيعية في العراق مع حزب الله اللبناني، وذلك عن طريق حليفها في سوريا، وبالتالي بسط نفوذها في المنطقة برمتها.

وأضاف أن تسليم الملف السوري إلى روسيا يعني تسليم سوريا إلى خصوم أميركا.

وتحدث الكاتب بإسهاب عن تفاصيل تعقيدات الأوضاع في كل من سوريا والعراق، وقال إن روسيا تتبع سياسة تخفيض التصعيد في سوريا.

حلفاء أميركا
وأضاف الكاتب أن ما تقرره واشنطن فعله هي وحلفاؤها في سوريا -ممثلين في قوات سوريا الديمقراطية- في الأشهر المقبلة؛ هو الذي سيحدد طبيعة المرحلة القادمة في الشرق الأوسط.

وقال إنه إذا بدأت الولايات المتحدة رسم سياسة احتواء للنفوذ الإيراني، فيمكنها أن تفعل ذلك أيضا مع شركائها. وأما إذا كانت موجودة فقط لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، فإن إستراتيجيتها في العراق وسوريا في مرحلة ما بعد التنظيم ستترك شركاءها من غير الإيرانيين في مستقبل غير واضح.

وأشار إلى أن لهذه الأمور تداعيات تمتد إلى ما وراء نهر الفرات، حيث إنها تؤثر على الكيفية التي تنظر من خلالها كل من السعودية والإمارات وإسرائيل والأكراد وتركيا إلى السياسات والالتزامات الأميركية بشكل عام.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية