مشروع استفتاء كردستان العراق بالصحف الأميركية
فقد نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست مقالا للكاتبين محمد أحمد عبد الله وبحرة صالح أشارا فيه إلى أن العد التنازلي للاستفتاء بدأ منذ 7 يونيو/حزيران الماضي، وذلك عندما أعلنت عدة أحزاب كردية عن موعده.
وأضافا أن رواية واحدة بقيت هي السائدة منذ ذلك الوقت، وهي أن السلطات في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق تستجيب لإرادة الشعب الذي يؤيد بأغلبية ساحقة إقامة دولته المستقلة.
وأشارا إلى أن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الذي يزور الإقليم حاليا يحاول منع إجراء هذا الاستفتاء أو تأجيل حدوثه، وذلك لأنه حسب ما ترى واشنطن فإن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق من شأنه أن يؤدي إلى تمزيق العراق.
البارزاني وماتيس
وأضاف الكاتبان أنه من المنظور الأميركي فإن هذا الاستفتاء يأتي أيضا في اللحظة التي يتم إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية واستعادة الموصل من سيطرته، ومحاولة لملمة شمل العراق برمته.
وقال الكاتبان إنه ينبغي تأجيل هذا الاستفتاء لتلافي الوقوع في الخطأ. وأوضحا أنهما ككل الأكراد يحلمان بالاستقلال، ويتفهمان ويقدران تطلعات وتضحيات الرئيس البارزاني وإنشائه قوات البشمركة، ويقدران جهود الناشطين السياسيين لإبراز كردستان.
واستدركا بالقول ولكننا كجيل جديد يهمنا أن نعرف أي شكل من أشكال الدولة المستقلة ستكون لنا ولأطفالنا. وأضافا أننا نرى أن جنوب السودان ترهقها الحرب الأهلية، وأن شمال قبرص أصبحت معزولة عن بقية العالم، وذلك بعد أن أعلنتا استقلالهما غير المدروس بشكل جيد.
وأضافا أن هذا الأمر قد يحدث لكردستان العراق إذا لم يتم تأسيس الاستقلال على الأسس الصحيحة.
وقالا إن الجميع متفق على الاستقلال كمطلب شعبي للأكراد، ولكن مسألتي توقيته وكيفيته هما اللتان تحتاجان إلى بحث ومناقشة بشكل أكبر.
تقديرات أولية
وأضاف الكاتبان أن التقديرات الأولوية في السليمانية تشير إلى أن نحو 30% قد يصوتون ضد الاستقلال أو أنهم قد يمتنعون عن التصويت، وذلك مقارنة بـ98% ممن سبق أن أيدوا الاستقلال في الاستفتاء غير الرسمي الذي شهده الإقليم في 2005.
وأوضحا أن الأكراد ليسوا الآن أقل وطنية مما كانوا عليه قبل 12 عاما، ولكنهم تعبوا من سوء الحكم والفساد المستشري في الإقليم والمنطقة على نطاق واسع.
وأشارا إلى انتشار ثقافة الخوف والترهيب، وإلى أن من قد يتساءلون علنا عن توقيت الاستفتاء أو عن دوافع تنظيمه سرعان ما يتهمهم الحزب الديمقراطي الكردستاني المهيمن بزعامة البارزاني بأنهم خونة.
وتحدث الكاتبان عن مزيد من التفاصيل بهذا الشأن، وقالا إن بناء الدول يحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد الآمال والأحلام.
وأضافا أنه ينبغي لحكومة إقليم كردستان العراق الاستماع إلى جميع الآراء -بما فيها المعارضة- لا أن تتبع سياسة الإملاء، الأمر الذي قد يخلق دولة كردستان التي تكون لها أساسات أقوى وفرصة أكبر للازدهار.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى زيارة وزير الدفاع الأميركي ماتيس للعراق وإقليم كردستان العراق، وإلى أنه طلب من الزعيم البارزاني أمس الثلاثاء تأجيل الاستفتاء.
وأضافت أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وجه أيضا نفس النداء إلى الأكراد لتأجيل استفتائهم، وذلك من خلال مكالمة هاتفية مع البارزاني في وقت مبكر من الشهر الجاري.
وأشارت إلى أن قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل التقى البارزاني في أربيل الشهر الجاري وقدم له نفس النصيحة.
يشار إلى أن الاستفتاء المزمع إجراؤه أواخر الشهر القادم يعتبر غير ملزم، حيث يستطلع رأي المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي -وهي أربيل والسليمانية ودهوك ومناطق أخرى متنازع عليها- بشأن إن كانت ترغب بالانفصال عن العراق أم لا، في حين يرفض العرب والتركمان شمول محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها بالاستفتاء.