غارديان: ثمن الانتقام بالموصل سيكلف العراق الكثير

ATTENTION EDITORS - VISUAL COVERAGE OF SCENES OF INJURY OR DEATH Bodies of displaced Iraqi people who were killed in clashes are seen in western Mosul, Iraq, June 3, 2017. REUTERS/Alaa Al-Marjani TEMPLATE OUT
مشهد لمصابين أو جثث نازحين عراقيين قتلوا في اشتباكات بغرب الموصل (رويترز)
أشارت صحيفة غارديان في افتتاحيتها إلى وجود أدلة متزايدة على وقوع انتهاكات ضد أفراد وأسر يشتبه في أنهم من تنظيم الدولة الإسلامية، وقالت إن هذه الانتهاكات الانتقامية ستكلف العراق الكثير.

فبعد أيام من إعلان بغداد عن تحرير الموصل آخر معاقل التنظيم في العراق ظهرت أدلة على انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان وهجمات ثأرية ضد مشتبه فيهم بالانتماء للتنظيم، كما بين شريط فيديو متداول بدت فيه القوات العراقية وهي تعدم مقاتلا أعزل بإلقائه من مكان مرتفع.

الأمر يحتاج إلى وقف فوري لهذه الانتهاكات، فمحاكمة ومعاقبة المسؤولين عنها ستساعدان في إعادة بناء الثقة، ويجب على شركاء التحالف أن يحثوا بغداد على اتخاذ إجراء كما وعدت

ورأت الصحيفة أن حتى مشاهدة هذه الصور والروايات البشعة عبر صفحة إنترنت أو شاشة تلفاز على بعد آلاف الأميال تصيب الإنسان بالفزع، وقالت إن هذه الروايات والصور ستبقى عالقة في الذاكرة بعد زمن طويل من زوال مشاهد رقص الجنود العراقيين وهم يحتفلون بالنصر.

وأردفت أن هذا النصر العسكري المرحب به لا يزيد على أن يكون نجاحا جزئيا ضئيلا لأن الصراع لم ينته بعد، فلا يزال تنظيم الدولة يسيطر على مناطق واسعة، وهناك افتراض بأنه سيعود إلى جذور تمرده بسبب فقدان الأراضي، فهو يكثف هجماته في المدن التي فقدها، ومن المرجح أن يشكل المقاتلون الأجانب خطرا أبعد من ذلك، مما يزيد من التهديد الإرهابي لدى عودتهم إلى ديارهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن مستقبل العراق ستحدد نتيجته مجموعة هائلة من التحديات، منها الجيوسياسية التي تتعلق بكيفية تأمين البلد والمنطقة في هذه الحالة من الاضطراب وعندما يكون هذا العدد الكبير من الدول الأخرى له يد في ذلك، ومنها النفسية حيث يقول الخبراء إن أطفال الموصل يعانون من توتر نفسي شديد لا يستطيعون معه اللعب أو التعبير عن عواطفهم.

وختمت غارديان بأن الأمر يحتاج إلى وقف فوري لهذه الانتهاكات، وأن محاكمة ومعاقبة المسؤولين عنها ستساعدان في إعادة بناء الثقة، ويجب على شركاء التحالف أن يحثوا بغداد على اتخاذ إجراء كما وعدت لما في ذلك من مصلحة ليس للعراق فحسب، ولكنه في المصلحة الذاتية لكل تلك البلدان التي قد تجد نفسها في مواجهة مع تنظيم الدولة في العراق أو داخلها.

المصدر : غارديان