قلق أوروبي من الفوضى السياسية في واشنطن

علم الأمم المتحدة + الولايات المتحدة الأميركية
الأوروبيون ينتابهم خوف من عجز أميركا عن التصدي للتحديات الدولية (الجزيرة)
ينتاب حلفاء واشنطن الأقرب في أوروبا قلق متزايد من أن تؤدي الفوضى السياسية المتفاقمة في الولايات المتحدة إلى تقويض النفوذ الأميركي في العالم، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

ففي أحاديث أجرتها الصحيفة مع عدد من الوزراء ونواب البرلمانات والدبلوماسيين ومسؤولي المخابرات والعسكريين الأوروبيين الحاليين والسابقين، كان القاسم المشترك فيها هو الخوف من أن تستنفد الفضائح المحلية قدرة واشنطن على التصدي للتحديات العديدة من روسيا إلى الإرهاب وحتى الأزمة مع كوريا الشمالية.

وقال مسؤول كبير في أحد أجهزة الاستخبارات الأوروبية إنه إذا وقعت في أيديهم معلومات تدين الرئيس الأميركي دونالد ترمب أو دائرة معاونيه، فإنهم سيمتنعون عن تقاسمها مع الولايات المتحدة مخافة أن يجنح الرئيس الأميركي للانتقام.

ورسم المسؤولون الأوروبيون صورة لقارة تعيش حالة من التوتر قبيل أول جولة خارجية لترمب تشمل زيارة إلى مقر حلف الناتو في بروكسل ولقاء مع بابا الفاتيكان واجتماعات مع قادة أوروبيين.

وبينما تحاصر البيت الأبيض الأزمات، قال بعض المسؤولين الأوروبيين إنهم لا يزالون عاكفين على إيجاد السبل الكفيلة بالعمل مع ترمب رغم القلق العميق الذي يستبد بهم بشأن المستقبل.

ونقلت واشنطن بوست عن عضو البرلمان الأوروبي عن هولندا ماريتجي شاك، قولها إن الأمر "مقلق"، ذلك أن "الفراغ سيشجع الناس حول العالم على انتهاز فرصة غياب الولايات المتحدة" عن الساحة، في إشارة إلى الاضطرابات السياسية في دول البلقان الغربية واستخدام الرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيميائية في سوريا كأمثلة على الأزمات الدولية الراهنة.

وقالت الصحيفة إن العديد من المسؤولين تحدثوا إليها شريطة عدم كشف أسمائهم لأنهم يخشون تعرض مراكزهم للخطر من قبل رئيس أميركي "متقلب المزاج" قد يسارع إلى صب جام غضبه على بلادهم إذا ما أصابته سهام انتقاداتهم.

على أن هذا القلق مشوب ببعض الارتياح، ذلك أن كثيرا من وعود ترمب المتطرفة بشأن السياسة الخارجية التي قطعها على نفسه إبان الحملة الانتخابية خفّت نبرتها بعد وصوله إلى سدة الحكم، فقد تراجع قبيل حفل تنصيبه عن وصفه للناتو بأنه حلف "عفا عليه الزمن". ثم إنه بدا مستكينا فيما يتعلق ببنود الاتفاق النووي مع إيران.

ومع أن العديد من المسؤولين الأوروبيين يقولون إن الأشهر الأولى من ولاية ترمب اتسمت بالهدوء فيما يخص الأمن الدولي أكثر مما كانوا يتوقعون، فإنهم يراقبون عن كثب دوامة الأحداث في واشنطن بكثير من القلق.

وقال وزير أوروبي "إن القلق يساورني بشكل متزايد من أن هذه الفوضى الداخلية في الولايات المتحدة تتفاقم إلى درجة لا يمكن تصورها، وربما تستفحل لتنتقل إلى السياسة الأمنية والدفاعية. فإن كنت تدير معاركك في شكل تغريدات، وإذا لم يكن لديك الوقت لمتابعة ما يدور في العالم، فإن ذلك أمر مقلق حقا".

قيادي أوروبي آخر هو نوربرت روتغين رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني والحليف المقرب من المستشارة أنجيلا ميركل، قال إن "الرأي عندنا أن شخصية الرئيس لن تتغير كثيرا على الأرجح"، وإن الغموض الذي يكتنف سياسة أميركا الخارجية "يخلق فراغا".

ورغم ذلك يرى روتغين أن "الولايات المتحدة تظل الولايات المتحدة، القوة الأعظم، والدولة الأكثر حسما على وجه الأرض وفي منظومة تحالفنا، ونحن عازمون على العمل سويا".

المصدر : واشنطن بوست