واشنطن بوست: ما تشهده فرنسا مثال على أزمة الغرب

Campaign posters of the 11 candidates who run in the 2017 French presidential election are seen in Le Soler, near Perpignan, France April 15, 2017. (L-R) Debout La France group candidate Nicolas Dupont-Aignan, French National Front (FN) political party leader Marine Le Pen, head of the political movement En Marche! (Onwards!) Emmanuel Macron, French Socialist party candidate Benoit Hamon, France's extreme-left Lutte Ouvriere political party (LO) leader Nathalie Arthaud
لوحة دعائية لمرشحي الرئاسة في فرنسا ضمن الانتخابات المزمع خوضها غدا الأحد في البلاد (رويترز)
تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الانتخابات الرئاسية التي تخوضها فرنسا غدا الأحد، وقالت إن الغرب يعاني أزمات سياسية عميقة، وإن ما تشهده فرنسا يعتبر مثالا صارخا على ما يدور في الأوساط السياسية في الاتحاد الأوروبي برمته.
 
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه يمكن لمن يشكك بأن الغرب يعيش أزمات حادة أن يطلع على نتائج استطلاعات الرأي النهائية لانتخابات الرئاسة في فرنسا، والتي تشير إلى تصدر أكثر المرشحين تطرفا في البلاد.
 
وأوضحت أن زعيمة الجبهة الوطنية مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ومرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلينشون، يمثلان تطرفا سياسيا ويرفضان كل ما ناضلت فرنسا من أجله منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في 1958.
 
وأضافت أن الأدهى والأمر يتمثل في احتمال تأهل هذين المرشحين المتطرفين للدور الثاني من الانتخابات الفرنسية، وهو ما قد يوقف نبض قلوب الذين يخشون على نجاة القيم الغربية الليبرالية  أمام موجة السخط الشعبي في البلاد.
‪مخاوف غربية من فوز مرشحين متطرفين بالانتخابات الرئاسية الفرنسية‬  (رويترز)
‪مخاوف غربية من فوز مرشحين متطرفين بالانتخابات الرئاسية الفرنسية‬ (رويترز)
سخط شعبي
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الموجة الشعبية الساخطة في فرنسا تشبه إلى حد كبير تلك التي دفعت بالبريطانيين إلى التصويت لصالح خروج بلادهم من عضوية الاتحاد الأوروبي، أو تلك التي دفعت بالأميركيين إلى انتخاب الرئيس دونالد ترمب.
وقالت إن الخيار الأمثل أمام الفرنسيين الذين لا يميلون إلى الثورة إنما يتمثل في مرشح التيار الوسط إيمانويل ماكرون الذي ينادي بإصلاحات معقولة للاقتصاد الراكد في البلاد، والذي يتحدث بلهجة متفائلة تتناقض بشدة مع معظم ما يراه منافسوه.

وأضافت أن المرشح المحافظ فرانسوا فيون يتبنى مواقف قاسية مناهضة للإسلام ومناوئة للمهاجرين، وذلك كما هو الحال مع المرشحة لوبان والمرشح ميلينشون اللذين يتبنيان سياسة معادية للولايات المتحدة وناعمة مع موسكو ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 
وقالت إن حال المرشح فيون تبقى مستساغة عند مقارنتها بحال المرشحة لوبان التي تتزعم الجبهة الوطنية، أو النسخة الفرنسية الحديثة للفاشية.

وأضافت أنه في حال فوز اليمينية المتطرفة لوبان، فإنها سرعان ما تسحب فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبي، بل سرعان ما تشن حربا ثقافية على الإٍسلام وتعلن وقفا للهجرة إلى البلاد.

وقالت إنه لمن المؤسف أن حادثة إطلاق النار على ضباط الشرطة في شارع الشانزليزيه في باريس أمس الأول الخميس -الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية– قد تدفع بالناخبين المترددين إلى انتخابها.

 
وأضافت أنه في حال فوز ميلينشون فإنه أيضا سرعان ما يسحب فرنسا من عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) ويتحالف مع كوبا وفنزويلا.

وعادت الصحيفة إلى القول إنه في حال نجا ماكرون في الجولة الأولى أمام المرشحين السبعة الآخرين، فإنه سيكون الأفضل لأن يفوز بالانتخابات النهائية لرئاسة البلاد.

وأضافت أن قادة الاتحاد الأوروبي وقادة الناتو وقادة الأسواق المالية كلهم سيتنفسون الصعداء في حال فوز ماكرون، ولكن لا يمكن لنا أن نستبعد البدائل الكارثية، وسط الأزمات التي يعانيها الغرب بشكل عام.
المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست