صحف بريطانية تعلق على هجوم وستمنستر
اهتمت افتتاحيات أبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم الخميس بالهجوم الذي وقع في محيط البرلمان البريطاني بالعاصمة لندن أمس, وأدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم منفذ الهجوم، فضلا عن أربعين جريحا.
فيكفي كما تبين أن الأمر لا يتطلب سوى سيارة مؤجرة وسكين. ومثلما حدث في هجوم الشاحنة في برلين قبل أعياد الميلاد, الذي أودى بحياة 12 شخصا، وفي نيس الفرنسية الصيف الماضي، الذي قتل فيه 84 شخصا, يستخدم الإرهابيون بشكل متزايد أساليب بدائية وفي المتناول لتسبب الموت والإصابة.
وأشادت الصحيفة بقوانين بريطانيا الصارمة التي تجعل من الصعب على الإرهابيين المحتملين الحصول على الأسلحة لتنفيذ جرائمهم, إذ لم يحدث هجوم كبير في هذا البلد منذ تفجيرات محطة قطارات لندن عام 2005 التي قتل فيها أكثر من 50 شخصا.
وختمت بأن تنظيم الدولة بمثابة محرك أيدولوجي لهجمات "الجهاديين" في الغرب، وهم يشكلون خطرا حقيقيا وواقعيا، ويريدون منا أيضا أن نبالغ في رد فعلنا ونضيق الحياة الطبيعية أكثر مما هي عليه، لذا يجب أن نحرم هؤلاء المهاجمين الرد غير المتناسب الذي يسعون إليه.
وفي هذا السياق رأت افتتاحية ذي غارديان أن الهجوم كان موجها إلى صميم الديمقراطية البريطانية, وربما قصدت به رئيسة الوزراء التي كانت في جلسة المساءلة الأسبوعية بمجلس العموم, لأن هذا اليوم هو الذي تكون فيه تحركاتها معروفة جيدا، والأكثر احتمالا أنه كان مثل هجوم برلين مجرد محاولة لضرب بريطانيا بصفتها مركز قوة أوروبيا.
وخلصت الصحيفة إلى أن هجوم أمس كان متوقعا منذ وقت طويل، وهو ليس عملا حربيا، ويجب ألا يسمح له بإشاعة الفرقة بين أفراد الشعب البريطاني, لأن هدف الإرهاب هو نشر الكراهية والفرقة، ويجب أن يكون صمام الأمان الأول منه هو التضامن.
من جانبها علقت ذي إندبندنت في افتتاحيتها بأن الكراهية هي التي تقود الإرهاب وأنها أصبحت العملة السياسية بشكل متزايد، وأن خطاب الانقسام الديني والعرقي في الأشهر الأخيرة علا صوته كثيرا في جميع أنحاء العالم، وربما كان من المفارقات نظرا للخسائر الأخيرة التي مني بها تنظيم الدولة في ساحات القتال.
وبدورها كتبت ذي تايمز في افتتاحيتها أن بريطانيا قد تتراجع عن انفتاحها الذي تتمسك به أمام الهجوم الأخير، لكنها يجب أن تعود أكثر تصميما من أي وقت مضى للانتصار على هذا الجنون.