واشنطن بوست: ترمب يسلم عصا القيادة العالمية للصين

A combination of file photos showing Chinese President Xi Jinping (L) at London's Heathrow Airport, October 19, 2015 and U.S. President Donald Trump posing for a photo in New York City, U.S., May 17, 2016. REUTERS/Toby Melville/Lucas Jackson/File Photos
لقاء ترمب وجين بينغ المرتقب في فلوريدا الأميركية.. هل يؤذن ببدء مرحلة جديدة؟ (رويترز)

قال كاتب متخصص في الشؤون الدولية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدو وكأنه يريد أن يسلم زمام قيادة العالم إلى الصين بقراراته الأخيرة، ومن بينها مشروع الموازنة العامة للولايات المتحدة.

وأوضح الصحفي البارز فريد زكريا أنه وبعد 75 عاما من زعامة الولايات المتحدة للعالم فإن القمة المنتظر عقدها الشهر المقبل بين ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ في ولاية فلوريدا ستكون إيذانا بتنازل واشنطن عن النفوذ العالمي لصالح بكين.

وأردف زكريا في مقال بصحيفة واشنطن بوست أن ترمب تبنى سياسة "تراجع" من المسرح الدولي ليفسح بذلك مجالا لطالما تاق الحزب الشيوعي الصيني إلى ملئه.

ووصف رؤية إدارة ترمب الرامية إلى "فك الارتباط بالعالم" هي "هبة من السماء" للصين، فمشروع الموازنة الجديدة سيقلص الإنفاق بنسبة 28% على ما سماها الكاتب "القوة الناعمة" المتمثلة في الدبلوماسية والمساعدات الخارجية والمنظمات الدولية.

وعلى النقيض من ذلك، زادت الصين مخصصات وزارة الخارجية في ميزانيتها إلى ثلاثة أضعاف في العقد الماضي، ولا يشمل ذلك إنفاقها الهائل على المساعدات ومشاريع التنمية في آسيا وأفريقيا.

فريد زكريا:
"لطالما عرفت الولايات المتحدة بدورها العالمي وتفوقها في مجالات العلوم والتعليم والثقافة، لكنها اليوم تتراجع لصالح الصين مرة أخرى

وقال زكريا إن مسؤولا حكوميا آسيويا ذكر له مؤخرا أنه لاحظ خلال أي مؤتمر إقليمي أن واشنطن ترسل اثنين من دبلوماسييها بينما توفد الصين العشرات، كما أن الصين حاضرة في أي اجتماع لجنة في وقت تكون فيه أميركا غائبة.

ولا تريد الإدارة الأميركية أن تمول الأمم المتحدة بسخاء، وهو ما تطرب الصين إلى سماعه ذلك أنها ظلت تسعى لسنوات من أجل كسب نفوذ في المنظمة الدولية، ومن أجل ذلك زادت تمويلها للأمم المتحدة ووكالاتها وستكون مسرورة للتربح من تواني الولايات المتحدة، بل إنها باتت أكبر ممول لقوات حفظ السلام الدولية.

ومما يزيد الطين بلة أن أول قرار مهم تتخذه إدارة ترمب كان الانسحاب من اتفاق الشراكة الإستراتيجية عبر المحيط الأطلسي، وهي معاهدة من شأنها أن تفتح الاقتصادات التي ظلت مغلقة لوقت طويل كاليابان والصين، كما أنها تخلق تكتلا قادرا على الوقوف بوجه الهيمنة المتنامية للصين على التجارة في آسيا.

ولطالما عرفت الولايات المتحدة بدورها العالمي وتفوقها في مجالات العلوم والتعليم والثقافة، لكنها اليوم تتراجع لصالح الصين مرة أخرى.

صفوة القول إن إدارة ترمب لا تريد جيشا جرارا، غير أن ذلك لم يكن مجالا تسعى الصين لأن تنافس القوة الأميركية فيه، فالقادة الصينيون يرون أن هذه كانت إستراتيجية الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة وثبت فشلها الذريع، على حد تعبير زكريا.

ولعل لسان حال بكين يقول "دع واشنطن تبدد مواردها على الدفاع، بينما نركز نحن على الاقتصاد والتكنولوجيا والقوة الناعمة".

المصدر : واشنطن بوست