أزمة روسية أميركية بسوريا ما بعد الحرب

FILES - A Sukhoi Su-24 fighter jet takes off from the Hmeymim air base near Latakia, Syria, in this handout photograph released by Russia's Defence Ministry on October 22, 2015. REUTERS/Ministry of Defence of the Russian Federation/Handout via Reuters ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS IMAGE. EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS
مقاتلة روسية من طراز سوخوي أس يو24 أثناء إقلاعها من قاعدة حميميم الجوية بسوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2015 (رويترز)
تناولت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية الحرب التي استعرت في سوريا لسنوات وأدوار وأطماع اللاعبين فيها على المستويين الداخلي والخارجي، وقالت إن أزمة كبيرة تلوح في الأفق بين موسكو وواشنطن في مرحلة ما بعد الحرب بسوريا.
 
وقالت المجلة من خلال مقال نشرته للكاتب نيكولاس غفوسديف إننا نواجه احتمال اشتباك بين الائتلافين الرئيسيين اللذين تقودهما الولايات المتحدة وروسيا، وذلك بشأن التصرف في سوريا بمرحلة ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضافت أن مما يثير الدهشة هو استمرار تأجيل المناقشات التي سبق عقدها في ما يتعلق بمرحلة ما بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق، وأن الأزمة الكردية الراهنة ما هي سوى أول مظهر جدي للمشاكل المحتملة في سوريا والمنطقة.

وأشارت إلى أنه كان مؤملا في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أن تدرك روسيا ضرورة التخلي عن نظام الرئيس بشار الأسد، وأن تجبر إيران على القبول بذلك، بحيث تكون الولايات المتحدة قادرة على خلق حكومة معارضة واسعة القاعدة في سوريا، لكن هذا لم يحدث.

آثار القصف على مناطق في حلب كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية أوائل 2013 (الفرنسية)
آثار القصف على مناطق في حلب كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية أوائل 2013 (الفرنسية)

استعداد للقتال
وأضافت ذي ناشونال إنترست أن سبب عدم تحقق هذه الآمال في سوريا يعود إلى استعداد روسيا وإيران للقتال وللدفاع عن النظام السوري، ثم لعدم قدرة الولايات المتحدة على إنشاء قوة معارضة فاعلة يمكنها مقاتلة الأسد دون نشر قوات أميركية على الأرض بأعداد كبيرة، مما أجبر واشنطن على تفويض المزيد من أهدافها السياسية للقوة القتالية لأكراد سوريا، وذلك على الرغم مما تنطوي عليه هذه الخطوة من مخاطر تقويض العلاقات مع تركيا.

وقالت إن روسيا اكتسبت تأييدا لحلها المفضل في سوريا والمتمثل في الإبقاء على الأسد وتوفير فرصة لكبار الرعاة في تأمين مصالحهم وتوفير أماكن آمنة لمؤيديهم، وذلك بدءا من تركيا نفسها حيث انبثقت "عملية أستانا".

وأشارت إلى توقيع ممثلي الدول الراعية لمحادثات أستانا -وهي روسيا وتركيا وإيران- مذكرة تفاهم لإقامة مناطق لتخفيف التصعيد في سوريا دون اشتراك الولايات المتحدة.

‪قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014‬ (رويترز)
‪قافلة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أثناء استعراض في شوارع الرقة بسوريا منتصف 2014‬ (رويترز)

تنظيم الدولة
وأضافت ذي ناشونال إنترست أن هناك مواطن خلاف متعددة بين موسكو وواشنطن في سوريا، من بينها مسألة بقاء الأسد في السلطة، مشيرة إلى أن روسيا استخدمت حق النقض الفيتو الثلاثاء الماضي لتحبط مشروع قرار أميركي يدعو إلى تجديد تفويض آلية تحقيق دولية مشتركة في الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.

وأضافت أن تنظيم الدولة يفقد السيطرة على مناطق متعددة في سوريا، وتساءلت: من سيتولى أمر دير الزور النفطية في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة، هل هو النظام السوري مدعوما بقوات جوية روسية، أم قوات المعارضة السورية بدعم عسكري من الولايات المتحدة؟

وقالت المجلة إنه إذا كانت موسكو كشفت عن أن تدخلها في سوريا قد اكتمل إلى حد كبير فإن التدخل الأميركي المستمر لا يمنع انسحاب القوات الروسية منها وتحولها إلى مشاكل أخرى فحسب، بل ويحافظ على سوريا باعتبارها منطقة محتملة للصراع بين الجانبين.

وأضافت أن تنظيم الدولة لم يعد يسيطر سوى على أقل من 5% من أراضي سوريا، ولكن مع القضاء على هذا التهديد المشترك لكل من روسيا والولايات المتحدة فإن احتمالات المواجهة بينهما ستتزايد.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية