كاتب: لماذا لا يُعامل العنف المسلح بجدية مثل "الإرهاب"؟

LAS VEGAS, NV - OCTOBER 01: People tend to the wounded outside the Route 91 Harvest Country music festival grounds after an apparent shooting on October 1, 2017 in Las Vegas, Nevada. There are reports of an active shooter around the Mandalay Bay Resort and Casino. (Photo by David Becker/Getty Images)
عقب توقف إطلاق النار على النادي في لاس فيغاس مطلع الشهر الجاري (غيتي)
تساءل كاتب بمجلة نيوزويك الأميركية عن السبب وراء عدم التعامل بجدية مع أعمال العنف المسلح مثل التعامل مع الأعمال "الإرهابية" رغم أن الأضرار الناتجة عن الأولى أكبر بكثير من الثانية مع وجود فرصة للتخفيف منها.

ورغم أن الكاتب بنجامين هاس -الذي عمل باستخبارات الجيش الأميركي في أفغانستان– قد أورد العديد من المعلومات المهمة حول العنف المسلح بالولايات المتحدة والأضرار الناتجة عنه، وسبل التخفيف منه ومقارنة ذلك بما أسماه الأعمال "الإرهابية" فإنه لم يعط إجابة عن السؤال الذي طرحه مكتفيا بدعوة زملائه السابقين برفع أصواتهم ليطالبوا بإيلاء العنف المسلح الاهتمام المناسب له.

وقال هاس إن العنف المسلح مهدِد كبير للسلامة العامة، ويحصد أرواحا أكثر بكثير مما تحصدها الأعمال "الإرهابية" سنويا.

فارق شاسع
وأشار إلى أن هناك 440.095 أميركيا قُتلوا بسبب العنف المسلح خلال الفترة من 2001 إلى 2014 مقابل 3.412 خلال نفس الفترة بسبب الأعمال "الإرهابية" خارج الولايات المتحدة وداخلها.

وقال إنه ورغم ذلك صدر عام 1996 تشريع يمنع الحكومة الفدرالية من تخصيص أي أموال من صناديق التمويل لأي بحوث حول العنف المسلح.

ونسب لدراسة نُشرت بمجلة "جورنال أوف ذا أميركان ميديكال أسوسييشن" أن تمويل أبحاث العنف المسلح يساوي حوالي 0.7% فقط من التمويل الذي تحصل عليه أبحاث تعفن الدم، مع أن الاثنين يحصدان عددا متساويا من الأرواح.

وأوضح أن الحكومة تولي ظاهرة "الإرهاب" اهتماما كبيرا داخل وزارة الدفاع وخارجها. فهي أولوية بالنسبة لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) ووزارة الأمن الداخلي، كما خصصت لها مؤسسة بأكملها وهي "المركز القومي لمكافحة الإرهاب" الذي يقود الحكومة في طريق المكافحة من خلال التحليل والفهم والاستجابة للتهديدات "الإرهابية".

مئة مليار دولار
وأشار إلى أن تقديرات مستقلة تقول إن أميركا تنفق مئة مليار دولار على الأقل سنويا على مكافحة "الإرهاب".

وقال هناك العديد من الأشياء، بعضها لا يكلف الميزانية الفدرالية شيئا، إذا تم تنفيذها فمن شأنها التخفيف كثيرا من وطأة العنف المسلح، وذلك مثل إصدار تشريعات تنص على بعض القيود بينها حظر بيع الأداة التي تجعل من البندقية نصف الآلية تماثل "الآلية" في فعاليتها، مشيرا إلى أن مهاجم لاس فيغاس كان بحوزته 12 بندقية معدلة.

واقترح إنشاء مركز قومي يتخصص في أبحاث العنف المسلح، وتُخصص له ما تساوي نسبة ضئيلة من ميزانية "المركز القومي لمكافحة الإرهاب".

وقال أيضا إنه من الممكن الاستفادة من أبحاث "الإرهاب" في مكافحة العنف المسلح، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية حث مؤخرا أتباعه للاستفادة من "القوانين المتساهلة" حول الأسلحة بالولايات المتحدة لتركيب أسلحة يستخدمونها في هجماتهم.       

المصدر : نيوزويك