معاريف: على إسرائيل تحديد موقفها من الانقلاب بتركيا

أشاد الرئيس التركي، رجب طيب أرددوغان، بدورالشعب في مواجهة الانقلابيين، قائلا "نحن لاننحني لغير لله ". جاء ذلك في خطاب وجهه للشعب، عقب أدائه صلاة الجمعة، في مسجد "ملّت" الذي تعرض للقصف من قبل الانقلابيين، بالعاصمة أنقرة، حيث اضاف أردوغان: "حلّقوا (الانقلابيين) الطائرات والمروحيات ضدكم (الشعب)، ووجهوا الدبابات تجاهكم، إلا أن قوتكم اوقفت كل هذه الإمكانيات التكنولوجية"
أردوغان يتحدث إلى أنصاره بعد أدائه صلاة الجمعة في مسجد تعرض للقصف من الانقلابيين (الأناضول)

تساءل عيران ليرمان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق في مقال بصحيفة "معاريف" عن تأثير الانقلاب الفاشل في تركيا على إسرائيل، لا سيما في ظل العلاقات العميقة لتركيا بدول المنطقة وأوروبا، مما يتطلب من إسرائيل أن تتخذ موقفا مؤثرا على الأحداث في تركيا، حسب رأيه.

واستشهد ليرمان في مقاله بما قامت به مصر في مجلس الأمن الدولي مؤخرا، حين منعت إصدار قرار يدعم الحكومة التركية عقب فشل محاولة الانقلاب.

وأشار إلى أنه ليس من الصعب اكتشاف تعمد تركيا "إهانة وابتزاز" حكومة مصر منذ حصول الانقلاب فيها عام 2013 والإطاحة بالرئيس محمد مرسي، حيث غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتبره ليرمان حليفا لجماعة الإخوان المسلمين، وتوترت العلاقة بين تركيا ومصر إلى درجة التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية ونزع الشرعية عن النظام المصري.

وأوضح ليرمان -وهو باحث مرموق في معهد بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية- أنه بجانب توتر العلاقات التركية المصرية، فإن القيادة التركية اليوم تبدو غاضبة من ردود الفعل الباردة من واشنطن تجاه الانقلاب الفاشل، لافتا إلى أن أي توتر في حوض البحر المتوسط سيؤثر سلبا على إسرائيل، وسيضر بجهودها لمواجهة إيران وأدواتها في المنطقة، وسيعرقل حربها ضد "المد الإسلامي الراديكالي المتصاعد"، حسب تعبيره.

وختم الكاتب بالقول إن إسرائيل لا تستطيع اتخاذ موقف ضبابي تجاه الانقلاب العسكري في تركيا، حتى لو كانت لديها حسابات غير خافية لإزاحة أردوغان من السلطة، مسلطا الضوء على متانة علاقة إسرائيل بالنظام المصري، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح لدى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الأخيرة إلى تل أبيب.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية