يديعوت: عمليات الفلسطينيين تتخذ منحى جماعيا

مكان عملية الدهس عند مفترق بيت أمر شمال ‫‏الخليل والتي أدت إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال، وإطلاق النار على المنفذ
مراسل موقع ويللا الإخباري: وتيرة الهجمات تزداد بين يومي الخميس والأحد (الجزيرة)

أفاد المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليئور ليفي بأن ما تسمى "انتفاضة الوحيدين"  (العمليات الفردية) لم تعد الوصف المناسب للعمليات التي ينفذها الفلسطينيون، فقد بلغ عدد العمليات الفلسطينية التي تنفذ بشكل جماعي إلى 13 عملية في الضفة الغربية وشرقي القدس، متسائلا عن الرابط بين هذه العمليات.

وأضاف ليفي أن هذه الأحداث المتكررة كفيلة بتغيير الصورة النمطية عن "المنفذين الوحيدين" التي شكلت سمة أساسية لكل هذه الموجة من الهجمات، وما زال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) يواصلان البحث عن أسبابها، ومحاولة وقف تمددها من خلال نشر العديد من الحواجز العسكرية وحملات الاستجواب والتمشيط الميداني في القرى الفلسطينية بقيادة قائد كتيبة "شومرون" شاي كالفر.

من جهته يشير مراسل الصحيفة ذاتها يوآف زيتون إلى أن زيادة هذه الظاهرة جاءت في أعقاب تنفيذ عدد من الفلسطينيين عمليات شارك فيها منفذون عدة، آخرها قبل أيام في مستوطنة "عيلي" شمال الضفة الغربية من قبل اثنين من مؤيدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كما يقول.

وبحسب المراسل، فإن ذلك يعني أن منفذي تلك العمليات لا يخرجون لتنفيذها بصورة تلقائية فورية، كما هي الحال مع "المنفذين الوحيدين"، وإنما يسبقها تخطيط كامل للعملية، وهو ما يزيد من النتائج الفتاكة لأي عملية.

ثم إن التحليل الأولي للعمليات الفلسطينية التي يشارك في تنفيذها أكثر شخص تشير إلى أن من قام بها هم من صغار السن، ومن سكان قرية واحدة، وبعضهم من أبناء عائلة واحدة، وفقا للمراسل.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن تشييع جنازات القتلى الفلسطينيين يعتبر أحد الحوافز المهمة لتنفيذ مثل هذه العمليات المشتركة، حيث يكون الدافع غالبا هو الانتقام للشهيد صاحب الجنازة -على حد قوله- وقد حصل أن التقط كثير من المنفذين لأنفسهم صورا تذكارية لهم وهم يشاركون في تشييع الجنازات.

من جانبه يورد مراسل موقع ويللا الإخباري "آفي يسسخاروف" مؤشرا جديدا للعمليات الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة، موضحا أن وتيرة الهجمات بين يومي الخميس والأحد تزداد قياسا بباقي أيام الأسبوع.

ويشير إلى أن حي سلواد -شمال شرق مدينة رام الله– الذي يضم غالبية سكان من الأغنياء ومناصري حركة حماس -على حد وصفه- يشهد في كل يوم جمعة عملية دعس بالسيارات، وقد اعتاد المنفذون أن يخرجوا بعد صلاة العصر من كل يوم جمعة، ويقودوا سياراتهم لقتل الجنود الإسرائيليين، وفق تعبيره.

‪الخطة الإسرائيلية الجديدة تقضي بزيادة الدوريات العسكرية والحواجز قرب المستوطنات‬ الخطة الإسرائيلية الجديدة تقضي بزيادة الدوريات العسكرية والحواجز قرب المستوطنات (الأوروبية)
‪الخطة الإسرائيلية الجديدة تقضي بزيادة الدوريات العسكرية والحواجز قرب المستوطنات‬ الخطة الإسرائيلية الجديدة تقضي بزيادة الدوريات العسكرية والحواجز قرب المستوطنات (الأوروبية)

خطة جديدة
من جهة أخرى، ذكر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" نوعام أمير أن قرارا أصدرته الرقابة العسكرية بمنع النشر حول خطة عسكرية يعدها الجيش الإسرائيلي لمواجهة تزايد عمليات التسلل الفلسطينية إلى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، من خلال التعاون بين مختلف القوات الأمنية والأجهزة المحلية في تلك التجمعات الاستيطانية.

وأضاف أن الخطة تم إقرارها من قبل قائد فرقة الضفة الغربية ليئور كرميلي وقائد كتيبة "بنيامين" يسرائيل شومر للاستفادة من العمليات السابقة. وتركز الخطة على أجهزة الدفاع المحلية في تلك المستوطنات، بجانب تسيير المزيد من الدوريات العسكرية المحاذية للتجمعات الاستيطانية من جنود وضباط الاحتياط بهدف منع الفلسطينيين من التسلل إليها.

ووفقا للكاتب فإن تنفيذ هذه الخطة سيؤدي في النهاية إلى القيام بعمليات موضعية ناجعة، وحسم الموقف الميداني في اللحظة المناسبة كي تكون القوات مستعدة للتهديد القادم.

ويشير نوعام أمير إلى أن الوحدات المخصصة لهذه المهمة قامت بسلسلة تدريبات ميدانية في الآونة الأخيرة لرفع مستوى التنسيق المشترك بينها لمواجهة أي مخاطر محتملة، والوصول إلى أفضل النتائج المطلوبة على أرض الواقع، بما في ذلك إعلان المناطق العسكرية المغلقة بهدف تشخيص عمليات التسلل الفلسطينية من خلال البوابات الرئيسية أو الجدران الإلكترونية الكهربائية.

المصدر : الجزيرة