مخاوف أسر حلبية من فقدان الاتصال بأقاربها

عشرات العائلات في حلب المحاصرة يغادرون منازلهم على وقع القصف المكثف
عشرات العائلات في حلب المحاصرة تغادر منازلها على وقع القصف المكثف (الجزيرة)
عبّر أهل حلب الشرقية عن خوفهم الشديد على أكثر من 500 رجل حاصرتهم القوات الموالية لبشار الأسد بعدما اقتحمت معاقل المعارضة بالمدينة.

وقد اتصلت ثلاث أسر بصحيفة غارديان، وقالت إنها لم تسمع من أبنائها وأقاربها أي كلمة بعد اعتقالهم في حي مساكن هنانو شرقي المدينة، الذي سقط يوم الأحد الماضي في أيدي المليشيات العراقية واللبنانية خلال ساعات، في أكبر هجوم بري شنه نظام الأسد.

وقال أحد الرجال الذين فروا من الحي "أخذوا ابن أخي وعمره 22 عاما وعمي البالغ 61 عاما، ولا أعرف ما إذا كنت سأراهما مرة أخرى".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأحياء التي تمت استعادتها سلمت للجيش السوري الذي اعتقل الرجال في جميع أنحاء شمال حلب، وبعد تنازل مع وصول القوات الموالية للأسد كانت جماعات المعارضة تحاول الدفاع عما تبقى من حصونها في حلب الشرقية.

‪تطورات حلب في جبهتها الشرقية‬ تطورات حلب في جبهتها الشرقية (الجزيرة)
‪تطورات حلب في جبهتها الشرقية‬ تطورات حلب في جبهتها الشرقية (الجزيرة)

وأضافت أن انهيار دفاعات المعارضة جعل بعض المراقبين العسكريين يتكهنون بأن سقوط المدينة يمكن أن يتم قبل نهاية السنة، وهو التطور الذي سيعني نهاية هدف المعارضة من إعادة توجيه السلطة بعيدا عن الأسد.

انهيار دفاعات المعارضة جعل بعض المراقبين العسكريين يتكهنون بأن سقوط مدينة حلب يمكن أن يتم قبل نهاية السنة، وهو التطور الذي سيعني نهاية هدف المعارضة من إعادة توجيه السلطة بعيدا عن الأسد

وذكرت الصحيفة أن القاذفات الروسية، التي كانت تدك حلب الشرقية على مدى السنة الماضية، عادت تمارس نشاطها أمس الأول مستهدفة ما تبقى من الأحياء القريبة من المدينة القديمة التي ترسم حدود شرق المدينة عن غربها الذي يسيطر عليه النظام.

من جانبها ذكرت الأمم المتحدة أن 16 ألف شخص فروا من الهجوم في الأيام الأخيرة، ومن المرجح أن يلحق بهم الآلاف. وقالت وكالات الإغاثة إن أكثر من 250 ألف شخص ما زالوا يعيشون في حلب الشرقية التي أصبحت على مدى العام الماضي واحدة من أكثر الأماكن غير الصالحة للسكن على الأرض.

وفي المقابل لا تزال حلب الغربية سالمة نسبيا بعد أربع سنوات ونصف السنة على اقتحام المعارضة لريف حلب الشمالي وطردها القوات السورية منها.

وقد قال المحلل العراقي هشام الهاشمي إن نحو 15 ألف مقاتل شيعي كانوا قد أرسلوا من العراق إلى سوريا وانتشر العديد منهم حول حلب، وأردف أن المقاتلين العراقيين كانوا يقودون الهجمات لكنهم لن يحتفظوا بمناطق داخل حلب.

في حين أكدت مصادر مقربة من حزب الله قبل يومين أن الجماعة لعبت دورا رئيسيا في القتال، وأضافت المصادر أن نحو 1700 عنصر من الجماعة قتلوا في سوريا منذ بداية الحرب التي اقتربت من عامها السادس.

وتعقيبا على تضييق القوات السورية الخناق على الحافة الشرقية لحلب وسد منافذ الهروب المحتملة إلى ريف المدينة، قال أحد السكان من حي بستان القصر "في الحقيقة محاولة المغادرة ستكون في غاية الخطورة، لقد انكسرت عزيمتنا ونجح تكتيكهم وكان قصفهم لنا حتى الموت".

وعبر آخر عن يأسه بقوله "من الصعب التحلي بالإيمان في هذه الظروف، ولطالما كنا نحلم بأن يأتي أحد لنجدتنا، لكن الحقيقة هي أنه لن يأتي أحد وسنموت في هذا المكان وستموت الإنسانية معنا".

المصدر : غارديان