موجة العمليات زادت الشرخ بين الفلسطينيين والإسرائيليين

موقع ويللا: موجة العمليات زادت الشرخ بين الفلسطينيين والإسرائيليين اتساعا
القوات الإسرائيلية قلقه من عمليات الطعن المستمرة (الصحافة الإسرائيلية)

قال آفي يسسخاروف الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية بموقع "ويللا" الإخباري إن مرور عام على ما وصفها "بانتفاضة الوحيدين" أسفرت عن حصول شرخ دراماتيكي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقدان الثقة بينهما، وتولدت عنها زيادة في التوتر داخل الشارع الفلسطيني.

وأضاف أن الفلسطينيين يحيون في مثل هذه الأيام الذكرى السنوية 16 لاندلاع انتفاضة الأقصى التي بدأت أواخر عام 2000، ونجحت في القضاء على فرص تحقق آمال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ومرور عام على انتفاضة الوحيدين، التي تسميها حماس انتفاضة القدس.

وأوضح أن هناك صعوبة جادة تظهر في إيجاد قواسم مشتركة بين الانتفاضتين، سواء بسبب غياب عشرات العمليات الانتحارية عن الانتفاضة الحالية، أو عدم وجود المظاهرات الشعبية العارمة، في حين أن الانتفاضة الأخيرة ما زالت تقتصر على موجة عمليات، وتركزت في هجمات الطعن بالسكاكين على أيدي شبان صغار دون توفر بنية تحتية تنظيمية.

وأشار إلى أنه لا مجال للحديث عن أوجه تشابه بين الانتفاضتين؛ فالأولى انتفاضة الأقصى أسفرت عن انقسام تاريخي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على أرض الواقع، من خلال اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي مناطق الضفة الغربية.

في حين أن هجمات الطعن بالسكاكين وعمليات الدعس بالسيارات الحالية لم تدفع الجيش للقيام بهذه السلوكيات العسكرية الإسرائيلية، لكن فقدان الثقة بين الجانبين بات أكثر اتساعا، ونجم عن ذلك تدهور إضافي في الوضع الميداني، بجانب غياب تدريجي لنجاح عملية السلام، مع وجود تأثيرات لا يستهان بها على الجبهة الداخلية الفلسطينية. 

حركة حماس
وأكد أن الفلسطينيين -لاسيما أنصار حركة حماس- يحيون هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لعملية مستوطنة إيتمار قرب مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) التي وقعت قبل عام من اليوم، وأسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين، وأعلنت حماس مسؤوليتها عنها، وبعد يومين نفذ مهند الحلبي عمليته الشهيرة في القدس، وقتل اثنين آخرين من المستوطنين، وبات أول شهيد في هذه الانتفاضة، والبطل الأول في نظر الشارع الفلسطيني.

ونقل يسسخاروف معطيات رقمية بمناسبة مرور عام على اندلاع انتفاضة القدس، التي أسفرت عن استشهاد 249 فلسطينيا، 160 منهم سقطوا خلال العمليات ومحاولات العمليات، و89 خلال مظاهرات شعبية، 111 منهم خلال عمليات طعن، و24 في عمليات دعس بالسيارات، و14 في هجمات نارية، وعشرة  خلال عمليات مشتركة من الطعن وإطلاق النار.

لكن العدد الأكبر للشهداء تركز في الخليل (جنوب الضفة الغربية)، حيث سقط فيها 76 فلسطينيا، وبعدها تأتي مدينة القدس بأربعين شهيدا، ثم رام الله 35، وجنين 21، ونابلس 16، وبيت لحم 15، وطولكرم 5، وسلفيت، 4، وقلقيلية 2، وأريحا شهيد واحد، كما تم اعتقال المئات من الفلسطينيين خلال محاولاتهم تنفيذ الهجمات ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.

وختم بالقول إن المهم أن هذه الانتفاضة كان عنوانها الأساسي أن مئات الفلسطينيين -أغلبهم فتيان- قرروا التضحية بحياتهم من أجل قتل إسرائيليين، وقاموا بذلك لمحاكاة العديد من أصدقائهم وأقربائهم الذين تحولوا مع مرور الوقت إلى نماذج للتقليد في نظر الجيل الفلسطيني الصاعد، بجانب ما استلهموه من أفكار تحريضية وتعبوية من شبكات التواصل الاجتماعي والتلفزيون والمساجد والمدارس وأماكن اللهو.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية