إسرائيل: الإسلاميون وراء المظاهرات ضد "برافر"

مظاهرة رام الله ضد برافر حملت شعار وطن واحد.jpg

 

undefined

 

صالح النعامي

في الوقت الذي كُشف فيه النقاب عن مخطط أعدته لتهويد الجليل، حملت إسرائيل الحركة الإسلامية في فلسطين 48 المسؤولية عن تأجيج الاحتجاجات التي اندلعت السبت رفضا لـ"مشروع برافر"، الذي يهدف إلى طرد عشرات الآلاف من البدو من أراضيهم في النقب، وإقامة مستوطنات لليهود عليها.

ونقلت شبكة الإذاعة العبرية الثانية صباح الأحد عن مصادر في الحكومة والشرطة الإسرائيلية قولها إن الحركة الإسلامية تعمل بالتعاون مع "اليسار المتطرف" على استغلال مخطط "برافر" من أجل زعزعة الأمن والاستقرار.

وكرر المسؤول عن تنفيذ مخطط "برافر"، الجنرال دورون ألموغ، مزاعم الكثير من النخب الإسرائيلية التي لا تعتبر البدو جزءًا من فلسطينيي 48 أو من الأمة العربية، متهما منظمي المظاهرات بمحاولة ربط البدو بفلسطينيي 48 والقضية الفلسطينية والعالم العربي.

وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الأحد، قال ألموغ إن المظاهرات تهدف إلى المساس بدولة إسرائيل.

‪محتجون في حيفا من عرب 48 ضد تهجير بدو النقب‬ (رويترز)
‪محتجون في حيفا من عرب 48 ضد تهجير بدو النقب‬ (رويترز)

يذكر أنه قد سبق أن رُفعت دعاوى ضد ألموغ أمام محكمة بريطانية لمسؤوليته عن ارتكاب جرائم حرب أثناء توليه قيادة المنطقة الجنوبية، حيث كان مسؤولا عن عمليات الجيش الإسرائيلي التي استهدفت قطاع غزة خلال الانتفاضة الثانية، وهي العمليات التي أسفرت عن مقتل مئات الغزيين معظمهم من المدنيين.

وقدرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الأحد عدد البدو الذين سيتم ترحيلهم عن أرضهم في أعقاب تطبيق مخطط "برافر" بـ35 ألف نسمة. واتهمت الصحيفة السلطات الإسرائيلية بتجاهل متعمد للمشاكل التي يواجهها البدو في النقب، وعدم الاهتمام بقطاع الخدمات والبنى التحتية لديهم.

شهادة من الداخل
وفي سياق متصل، اتهم الأديب الإسرائيلي البارز سامي ميخائيلي السلطات الإسرائيلية بالسعي لطرد البدو والتضييق عليهم من خلال تطبيق مخطط "برافر".

وأوضح ميخائيلي في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية ضد البدو يدلّ على أنها لم تستخلص العبر مما حدث لليهود في حقب زمنية ماضية، وأنها تنتهج ضد البدو الأساليب نفسها التي عانى منها اليهود في الماضي.

ونوه ميخائيلي بحقيقة أن البدو يقطنون النقب منذ فجر التاريخ، وأنه لا يعقل أن يتم طردهم لمجرد أن الحكومة أعدت مخططا ما.

من جهة أخرى، حمل النائب عن القائمة العربية الموحدة في الكنيست طالب أبو عرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عن وصول الأزمة إلى ما وصلت إليه.

أبو عرار حمل نتنياهو مسؤولية وصول الأزمة إلى ما وصلت إليه (الجزيرة)
أبو عرار حمل نتنياهو مسؤولية وصول الأزمة إلى ما وصلت إليه (الجزيرة)

وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الأحد، قال أبو عرار إنه توجه مع عدد من زملائه من النواب العرب مرات عديدة لديوان نتنياهو طالبين الاجتماع به لمحاولة وضع حلول للأزمة، لكنه تجاهل الطلب ولم يتعامل معه بجدية.

تهويد الجليل
وفي سياق آخر، كشفت صحيفة "هآرتس" الأحد النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية تعكف على خطة لتهويد الجليل الذي تقطنه أغلبية فلسطينيي 48.

ونوهت الصحيفة إلى أن الخطة ترمي إلى إعادة التوازن الديموغرافي بين اليهود والفلسطينيين في الجليل عبر بناء المزيد من المستوطنات اليهودية وتوسيع حدود مستوطنات قائمة، وذلك بتجاوز خطة التطوير القطرية التي أقرتها الحكومة في السابق.

ونوهت الصحيفة إلى أن "الهستدروت الصهيونية" المسؤولة عن الأنشطة الاستيطانية داخل إسرائيل قد توجهت لعدد من شركات التخطيط لتصميم خطط تسمح باستيعاب مائة ألف يهودي في الجليل.

المصدر : الجزيرة