حزب المؤتمر الوطني بالسودان.. سعي للتحديث أم للانشقاق؟

Sudan's President Omar al-Bashir (R) sits before addressing the National Consultative Council in the capital Khartoum on October 21, 2014. Sudan's ruling National Congress Party is to nominate three contenders to be its leader and presidential election candidate, with veteran incumbent Omar al-Bashir on th
حزب المؤتمر الوطني ما زال يحتفظ بقياداته نفسها منذ تأسيسه (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

موجة من التساؤلات أحدثتها تسريبات صحفية مفادها عزم أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان تغيير اسمه، واختيار رئيس جديد له بدلا من رئيسه الحالي عمر البشير الذي يرأس البلاد منذ نحو 30 عاما.

ويبدو أن ما تسرب مؤخرا من ململة داخل الحزب بسبب استمرار القيادات نفسها منذ التأسيس، قد خرج إلى العلن ولو عبر مصادر ترفض كشف هويتها، على الأقل في الوقت الراهن.
 
وكانت صحف سودانية كشفت بروز اتجاه قوي داخل حزب المؤتمر الوطني لتغيير اسمه والانفتاح على قوى سياسية أخرى "ذات مرجعيات فكرية وقيمية مشتركة"، والإعلان عن تأسيس حزب جديد يمثل غالبية القوى السياسية، بما فيها بعض العائدين من التمرد بعد التوقيع على اتفاقية السلام، وخوض الانتخابات العامة القادمة في 2020 تحت مظلة الحزب الجديد.

الاحتجاجات المتواصلة هي السبب الرئيسي في التململ الذي يعيشه حزب المؤتمر الوطني حاليا بحسب مراقبين (رويترز)
الاحتجاجات المتواصلة هي السبب الرئيسي في التململ الذي يعيشه حزب المؤتمر الوطني حاليا بحسب مراقبين (رويترز)

صناعة التحالفات
ونقلت صحيفة "اليوم التالي" السياسية عن مصدر وصفته بالرفيع من داخل قيادة الحزب أن تجارب السودان ثرية في صناعة التحالفات والجبهات لتكون أساسا لعمل سياسي كبير.
 
ومع تعالي الأصوات المنادية بالانتقال إلى المرحلة الجديدة المنشودة، يبين عضو المكتب القيادي للحزب، ربيع عبد العاطي، أن التغيير المنشود يأتي لاستصحاب المتغيرات والمناهج الجديدة في الحياة "إذ لا بد أن يتم فيه تغيير الأشكال والثياب".

وأضاف أن المرحلة المقبلة تقتضي التغيير في التعاملات وبعض الثوابت وأن هناك تغيرات كثيرة تستوجب النظر إليها بشيء من التبصر.
 
وأردف قائلا "يجب أن يشمل التغيير كل المضامين وطرق استيعاب الأعضاء وعواملها ومناهجها ومن ثم تأتي المناداة بتغيير ليس في الاسم فحسب بل بالضرورة أن يشمل الأمر عملية تحديث وتقويم للتجربة بكاملها".

وغيرت الحركة الإسلامية السودانية منذ نشأتها في أربعينيات القرن الماضي اسمها أكثر من مرة (الإخوان المسلمون، جبهة الميثاق، الجبهة القومية الإسلامية ثم المؤتمر الوطني في بداية التسعينيات، رغم وجود حزب بالاسم ذاته ضمن منظومة الأحزاب السودانية).
 
ويربط أستاذ العلوم السياسية في كلية شرق النيل، عبد اللطيف محمد سعيد، تلك الخطوات بوجود خلافات عميقة بين الرئيس البشير ممثلا للعسكريين وبين المدنيين من أعضاء حزبه، مدللا على ذلك بلجوء البشير إلى تعيين عسكريين في كل ولايات السودان وإبقائه بعض العسكريين في مناصبهم الوزارية أو الاستعانة بهم في وزارات أخرى.

أستاذ العلوم السياسية في كلية شرق النيل الجامعية عبد اللطيف محمد سعيد (الجزيرة نت)
أستاذ العلوم السياسية في كلية شرق النيل الجامعية عبد اللطيف محمد سعيد (الجزيرة نت)

انشقاق بالحزب
ويعتقد سعيد أن ما يجري من تدافع قد يقود إلى تطورات، لا يستبعد معها حصول انشقاق في الحزب وإعلان كيانين جديدين، خاصة أن الرئيس البشير قد بدأ فعليا بالاتجاه نحو المؤسسة العسكرية.
 
ويتكاثف الحديث داخل المؤتمر الوطني الآن حول هدفين، أولهما، وهو الأهم، اختيار قيادة جديدة للحزب، بينما يتمحور الثاني حول تغيير اسم الحزب والانفتاح على المجتمع السوداني أكثر من ذي قبل.

وحول ذلك يشير نائب رئيس القطاع السياسي للحزب، محمد مصطفى الضو، إلى أن الحزب قد درج على العمل السياسي الكبير ويتجاوب مع تحديات المرحلة، مؤكدا أن المؤتمر الوطني دائما ما يعمل على تطوير آلياته و"توسيع مواعينه".

ويلفت إلى أن حزبه "لديه توافقات مع حلفاء لا يختلف معهم في شيء، ومن الممكن أن يكون الجميع في بوتقة واحدة لأن الحزب لا يستفيد من تاريخه القديم ما لم يعمل على التطور، خاصة أن هناك كثيرا من الآراء المتداولة، ونحن نرى أن المرحلة تتطلب التجديد".

المصدر : الجزيرة