حزب المؤتمر الوطني

حزب المؤتمر الوطني السوداني - الموسوعة

حزب سياسي سوداني ذو توجهات إسلامية، تأسس على أنقاض الجبهة الإسلامية القومية التي تزعمها حسن الترابي ومجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني بقيادة عمر حسن البشير، يتولى الحكم منذ عام 2000.

النشأة والتأسيس
تأسس حزب المؤتمر الوطني السوداني عام 1998 على أنقاض الجبهة الإسلامية القومية التي كان يتزعمها الدكتور حسن الترابي، ومجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني بقيادة عمر حسن البشير. يتولى أعضاء الحزب رئاسة أبرز المنظمات والاتحادات، على غرار اتحاد العمال واتحاد المزارعين ونقابة المحامين.

يؤكد الحزب إنه يسعى إلى تحقيق مبادئ وأهداف منها إقرار الحاكمية في الدولة لله، والعمل على توجيه الحياة العامة والخاصة، وتحقيق الوحدة الوطنية ولاء لله، مع ترسيخ الحكم على الشورى والديمقراطية، والسعي لتطهير المجتمع من الفساد تأكيدا لاستقلال للأمة.

يتكون هيكل الحزب في المستوى القومي من المؤتمر العام، ومجلس الشورى والمجلس القيادي، والمكتب التنفيذي.

التوجه الأيديولوجي
يتبنى المؤتمر الوطني التوجه الإسلامي القومي المحافظ.

المسار
اختلف حسن الترابي مع حكومة الإنقاذ بشأن جملة من القضايا أبرزها الحد من صلاحيات رئيس الجمهورية، مما جعل البشير يحل البرلمان -الذي كان يترأسه الترابي- ويعلن الأحكام العرفية عام 2000.

في 31 يونيو/حزيران 2001 أسس الترابي مع بعض كوادر الإنقاذ التي غادرت الحكومة حزب المؤتمر الشعبي الذي سارع إلى تشكيل تحالف مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، أبرز الفصائل السودانية المعارضة.

حصل حزب المؤتمر الوطني في انتخابات عام 2000 على 355 مقعدا من مقاعد البرلمان الـ360, كما حصل مرشحه للانتخابات الرئاسية عمر البشير على 86.5% من أصوات الناخبين.

وقع الحزب في مايو/أيار 2008 مع حزب الأمة المعارض بزعامة الصادق وثيقة للتراضي الوطني عقب حوار استمر أكثر من سبعة أشهر حسب قولهما. تضمنت الوثيقة -التي مهرها رئيسا الحزبين- على الثوابت التي تؤكد دور الدين مرجعا وموجها وهاديا للناس مع احترام حرية الأديان والتعايش السلمي وحقوق الإنسان.

كما تضمنت الوثيقة الالتزام بسيادة الوطن ووحدته وسلامة أراضيه وحقوق الإنسان والحريات. وركزت على التمسك بمبادئ السلام العادل القائم على الوحدة الطوعية، وتأسيس التراضي الوطني على المشاركة العادلة في الثروة والسلطة وبناء مؤسسات الدولة النظامية والمدنية دون إقصاء وتعزيز النظام اللامركزي الفيدرالي في السودان.

وشددت على  بناء الحكم الراشد الذي ينادي بسيادة حكم القانون والمساءلة والشفافية والمشاركة الشاملة في البلاد، وضرورة حسم الخلافات السياسية عبر الحوار، والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة النزيهة بجانب انتهاج سياسة المصالحة والمصارحة ونبذ دوافع الكراهية والانتقام بين مكونات المجتمع السوداني.

عرف حزب المؤتمر الوطني في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 انشقاقا. وقد أسس المنشقون حزب "الحرية والعدالة".

هاجم الصادق المهدي -آخر رئيس وزراء منتخب بالسودان- في فبراير/شباط 2010 الحزب الحاكم في السودان، وحذر من مخاطر اندلاع العنف في دارفور والجنوب بالتزامن مع الاستعداد للانتخابات. واتهم قياديي المؤتمر الوطني بـ"أنهم يشوهون الصورة الطيبة للإسلام لأنهم ربطوا بين الإسلام والدكتاتورية وربطوا بين الإسلام والعنف".

فاز الحزب في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي نظمت في أبريل/نيسان 2010، حيث انتخب الرئيس عمر البشير لولاية جديدة، وحصل المؤتمر الوطني على 322 مقعدا في المجلس الوطني (البرلمان).

في فبراير/شباط 2014 دعا الحزب إلى "الحوار من أجل وفاق وطني جامع" مشترطا على المعارضة عدم طرح شروط مسبقة للقبول بالجلوس لطاولة الحوار.

اختلفت قوى المعارضة في التعاطي مع دعوة الحزب الحاكم، لكن هذه الأخيرة خلقت شرخا داخلها بعد تجاوب حزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي مع الدعوة المذكورة.

المصدر : الجزيرة