بن سلمان في الصين.. أحبط الإيغور ووقع اتفاقيات مليارية

Saudi Crown Prince Mohammad Bin Salman (R) meets with Chinese President Xi Jinping (L) at the Great Hall of the People in Beijing, China February 22, 2019. How Hwee Young/Pool via REUTERS
ولي العهد السعودي والوفد المرافق له خلال اجتماعه بالرئيس الصيني في بكين (رويترز)

أحبط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آمال مسلمي الإيغور في إثارة قضيتهم خلال زيارته بكين التي اختتمها الجمعة، وبارك ضمنيا قمع الصين لهم، ووقع عشرات الاتفاقيات معها تتعدى قيمتها 28 مليار دولار.

وخلال لقائه بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ في بكين قال بن سلمان "للصين الحق في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب والتطرف لضمان الأمن القومي". مضيفا أن "السعودية تحترمها وتدعمها ومستعدة لتعزيز التعاون معها".
  
ونقلت وكالة الصين الجديدة الرسمية عن هان قوله خلال اجتماعه ببن سلمان "إن على الدولتين تعزيز الشراكات في مكافحة الإرهاب وتطبيق القانون وتبادل الخبرات في مكافحة التطرف".

وذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن ولي العهد السعودي "أعرب عن دعمه للسياسة الصينية بإقامة معسكرات اعتقال لمسلمي الإيغور في الصين".

ونقلت المجلة عن التلفزيون الصيني المركزي قول ولي العهد السعودي خلال لقائه الرئيس الصيني شي جين بينغ إن "الصين لها الحق في اتخاذ إجراءات تكفل لها مكافحة الإرهاب وتفكيك التطرف وذلك حرصا على أمنها القومي".

وأضاف أن الرئيس الصيني أشاد بالعلاقات بين الدولتين، قائلا إنهما سوف يتعاونان بشكل أكبر في مجال مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. 
 
وكانت جهات من مسلمي الإيغور ناشدت ولي العهد السعودي كي يضغط على السلطات الصينية لتغيير إجراءاتها تجاههم في إقليم شينغيانغ غرب البلاد.

وشهد الإقليم الذي يشكل الإيغور غالبية سكانه، توترا شديدا واعتداءات دامية قبل أن تفرض عليه في الأعوام الأخيرة رقابة شديدة من جانب الشرطة. ويقول خبراء ومنظمات حقوقية إن حوالي مليون مسلم محتجزون في مراكز لإعادة التأهيل السياسي في الإقليم.

‪بن سلمان خلال زيارته لسور الصين العظيم وبجواره السفير الصيني لدى السعودية‬  بن سلمان خلال زيارته لسور الصين العظيم وبجواره السفير الصيني لدى السعودية (رويترز)
‪بن سلمان خلال زيارته لسور الصين العظيم وبجواره السفير الصيني لدى السعودية‬  بن سلمان خلال زيارته لسور الصين العظيم وبجواره السفير الصيني لدى السعودية (رويترز)

براغماتية
وأجرى ولي العهد السعودي محادثات مع الرئيس الصيني الجمعة أبرما خلالها اتفاقا نفطيا بقيمة 10 مليارات دولار. 
 
وأكد شي لولي العهد السعودي خلال الاجتماع الذي عقد في قصر قاعة الشعب الكبرى التطور المستمر لعلاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
  
وقال الرئيس الصيني لولي العهد السعودي إن الصين "تؤيد بحزم مساعي السعودية في الدفع باتجاه تنويع اقتصادها وتطبيق إصلاحات مجتمعية"، منوها بالجهود الخالصة التي بذلتها المملكة لتعزيز الاستقرار والأمن في الداخل.
   
وتدفع بكين باتجاه مبادرتها الطموحة "الحزام والطريق" للبنية التحتية التجارية، في حين تطلق الرياض مبادرة "رؤية 2030" وهي خطة ولي العهد الضخمة لتنويع الاقتصاد المرتهن للنفط.
 
وقال ولي العهد للرئيس الصيني إن المشروعين يمكن أن يتضافرا، مؤكدا الحرص على "تحقيق كل المكاسب ومجابهة كل التحديات التي تواجه البلدين".
  
وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) وقع الجانبان السعودي والصيني خلال زيارة ولي العهد الجمعة 35 اتفاقية تعاون اقتصادي بقيمة إجمالية تتجاوز 28 مليار دولار، حسب واس، وتشمل الاتفاقيات مجالات النقل والطاقة والتجارة والتمويل ومكافحة الجرائم الإلكترونية والطاقة المتجددة وحماية حقوق الملكية الفكرية، بجانب تأسيس شركة مشتركة للصناعة الكيميائية الدقيقة وهندسة المواد.
  
وكان ولي العهد السعودي قد وصل إلى بكين الخميس عقب محطتين في باكستان والهند، في إطار جولة آسيوية تأتي بعد خمسة أشهر على قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التي أثارت موجة استنكار عالمية ومست بصورة المملكة على الساحة الدولية. 

المصدر : وكالات