ميدل إيست آي: ما القضايا الرئيسية المرتقبة بالشرق الأوسط عام 2019؟

U.S. President Donald Trump takes his seat before his speech to the Arab Islamic American Summit in Riyadh, Saudi Arabia May 21, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst
مصير بعض زعماء الشرق الأوسط مرتبط بمصير ترامب (رويترز)

استكتبت صحيفة "ميدل إيست آي" الإلكترونية عددا من الصحفيين والكتاب للإدلاء بتوقعاتهم حول القضايا الرئيسية التي قد تهيمن على منطقة الشرق الأوسط في العام الجديد 2019.

وجاءت آراؤهم على النحو التالي:

كل طغاة الرئيس
ديفد هيرست، رئيس تحرير ميدل إيست آي
عام 2019، كل شيء في منطقة الشرق الأوسط سيتوقف على قدَر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه الذي بات المصير الواحد هو مآله ومن حوله من حكام الشرق الأوسط الطغاة الآن.

فإذا انحلت تلك العرى فسيذهب كل طاغية إلى حال سبيله، وإن كان ثمة توابع لزلزال مقتل الصحفي جمال خاشقجي قد عمت ربوع مصر السيسي -وهي كذلك- فإن من شأن انتكاسة لترامب أن تجعل كل طاغية عرضة لانقلاب من داخل قصره.

وظني أن تنحي وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من منصبه بداية النهاية لترامب، مثلما أن مقتل خاشقجي بتلك الصورة البشعة سيكتب نهاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

إن على أوروبا أن تدرك أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومحمد بن سلمان والجزائري عبد العزيز بوتفليقة قادرون تماما على أن يرسلوا إليها الملايين من فقراء العرب وبؤسائهم.

إن تنظيم الدولة الإسلامية ليس سوى عرض لمرض فشل الدولة العربية، أما السبب في ذلك فهو الغرب الذي عليه أن يدرك أن هذا المرض لن يُكتب له الشفاء إلا بإصلاح سياسي وشفافية وديمقراطية، أما الأوضاع الحالية ففي انتظار انفجار قادم.

شكوك عميقة
ريتشارد فولك، الباحث بالعلاقات الدولية
إن مستقبل الشرق الأوسط عام 2019 تكتنفه شكوك عميقة، وبغض النظر عن رضوخ ترامب لضغوط مضادة للمؤسسة العسكرية، فثمة احتمال أنه -أخيرا- تجاوز الخط الأحمر لصبر الحزب الجمهوري.

ولعل ذلك يعني أنه سيُرغم -بطريقة أو بأخرى- على التخلي عن منصبه، واستبداله بنائبه مايك بينس الذي يشاطره نفس الرؤى الأيديولوجية على الصعيد المحلي، لكنه ليس مستعدا لمقاومة مؤسسة الأمن القومي في صلب موقفها الدولي تحديدا.

ومن العواقب المسيئة المحتملة الأخرى أن يشن تنظيم الدولة هجمات "إرهابية" في أوروبا وأميركا الشمالية، وأن يحدث حمام دم في سوريا في وقت تنهمك فيه بتعزيز انتصارها، وأن تشن تركيا هجوما عسكريا ضد الأكراد في شمال سوريا.

إن أيا من تلك التطورات لا يمكن استبعادها، وإذا ما وقعت فإن من شأنها أن تحدث تغييرا إلى الأسوأ فيما كنا نرجوه للمنطقة بحلول 2019.

ومع بزوغ فجر العام الجديد، يبقى الأمل "الحذر" مع ذلك قائما بأن تصبح القوى المعتدلة قادرة على جلب السلام ونوع من الاستقرار إلى المنطقة أكثر من أي وقت في القرن الـ 21.

أطراف قدامى وجدد
لينا خطيب، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعهد شاتام هاوس
لقد فقد القدامى من الأطراف الفاعلة بالشرق الأوسط قدرا كبيرا من نفوذهم، بينما تحاول أطراف صغرى الاضطلاع بدور أكبر. وإزاء هذا المشهد، لم تعد دول أوروبية -مثل بريطانيا وفرنسا وكذا الاتحاد الأوروبي– هي من تحدد الأجندة والقضايا في علاقاتها مع دول الشرق الأوسط.

ويحول اعتمادهم على إبرام عقود اقتصادية مع الدول بمنطقة الخليج دون التدخل في شؤونها، لكنها تسير وراء واشنطن عندما يتعلق الأمر بالتدخل في الصراع السوري بدلا من أن تختط لنفسها مسارا مختلفا.

ومع اقتراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فمن المتوقع أن يشهد العام المقبل استمرار تحول النفوذ بعيدا عن مركزية الغرب.

عام التحولات
ريتشارد سيلفرشتاين، المتخصص بفضح الانتهاكات الإسرائيلية.
سيكون 2019 عام التحولات بالعديد من الجوانب، فالولايات المتحدة ستستغرق في الاستعداد للانتخابات الرئاسية عام 2020. والحالة هذه، فمن غير المحتمل أن تكون منطقة الشرق الأوسط إحدى القضايا الكبرى بالحملات الانتخابية.

بيد أن الكل يعرف أن الفائز بالانتخابات -أيا كانت صفته- سيجد القضية الإسرائيلية الفلسطينية في صدر أجندة السياسة الخارجية. وستُمارس ضغوط على المترشحين لإبداء آرائهم حول القضية الإسرائيلية-الفلسطينية، وسيقدم معظم هؤلاء نفس الردود النمطية والباهتة التي تتسم بها الحملات الانتخابية التقليدية.

ويبرز السؤال: من سيفوز بانتخابات 2020 الأميركية؟ ولا يبدو من المرجح أن يفوز بها ترامب. فربما سيُعزل العام المقبل (رغم أن هذا ليس مؤكدا على وجه اليقين).

وفي حال فوز مرشح ديمقراطي تقدمي، فإن إسرائيل ستمر بأوقات عصيبة في ظل وجود رئيس جديد معضد بأغلبية ديمقراطية في مجلس الشيوخ.

وعلى الرغم من أن الرؤساء ومجالس الكونغرس -في ظل هيمنة الحزب الديمقراطي– لم يبدوا عادة مقاومة تُذكر لإسرائيل في خضم سعيها لتحقيق مصالحها بالداخل والخارج، فإننا على أعتاب مرحلة من التحولات الكبرى.

الاحتلال الإسرائيلي.. محلك سر
بن هوايت
لا يعد 2019 بالكثير، فإسرائيل ستشهد انتخابات في أبريل/نيسان القادم، وفي موسم الانتخابات هذا سيكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حريصا على تفادي سقوط ضحايا إسرائيليين في الضفة الغربية، ومن ثم سيصغي للتحذيرات التي سيطلقها قادة الجيش ومسؤولو أجهزة المخابرات فيما يتعلق باحتمال اندلاع اضطرابات.

ومن المرجح أن يبقى الوضع على ما هو عليه -ما لم يحدث تطور غير متوقع- مما يعني مزيدا من الاحتلال وتصعيدا متكررا لكنه محدود. وفي الأثناء ستعمد الحكومة إلى التأكيد على عدم وجود شريك للسلام، وأن الفلسطينيين يلقنون أطفالهم الكراهية، وأن مجرد النطق بكلمة "تمييز عنصري" ليست سوى أكذوبة معادية للسامية.

حكومة عمالية والشرق الأوسط
مارك كيرتيس، مؤرخ ومحلل
إذا ما قُدِّر لزعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين أن يتولى زمام السلطة بانتخابات 2019 العامة، فهل سيكون بمقدوره الوقوف بوجه مؤسسة لندن وتغيير سياسة بلاده الشرق أوسطية بالنأي عن مناصرة الأنظمة القمعية هناك؟

هناك أربعة مجالات بالسياسة الخارجية المعلنة لحزب العمال والتي تثير قلقا جديا في أوساط النخبة البريطانية، وتتمثل في تمكين سكان أرخبيل تشاغوس من العودة إلى جزرهم بالمحيط الهندي، والاعتراف بفلسطين، ومعارضة شن حروب لتغيير الأنظمة، واحتمال إخضاع رئيس الوزراء الأسبق توني بلير للمحاسبة بسبب جرائم حرب ارتكبت في العراق.

وعلى ضوء الوضع الراهن، من المرجح ألا يكون ثمة تناقض كبير في قضايا السياسة الخارجية الأخرى بين الحزب والحكومة الحالية. فحزب العمال يظل ملتزما بتصدير السلاح، والصناعات العسكرية والإنفاق العسكري الباهظ. كما أنه ظل يتعهد فقط بمراجعة عقود التدريب وتوريد المعدات البريطانية المبرمة مع الأنظمة القمعية.

وإذا ما فاز كوربين، فإنه سيكون أول معادٍ للإمبريالية يتولى رئاسة الحكومة في دولة غربية كبيرة. غير أن التزامه الشخصي الأصيل بالنزعة الدولية وحقوق الإنسان قد تقف في طريقه مؤسسة بريطانية ما، أو وسائل إعلام رئيسية تعمد إلى تشويه صورته أو حزبه نفسه.

2019.. عام حاسم لروسيا
أدلين محمدي، متخصصة بالسياسات الروسية والعربية
تبدو روسيا في وضع مريح على وجه الخصوص. فانتصارها في سوريا يجعلها قوة لا يمكن الاستغناء عنها، وشريكا يُعتمد عليه. ثم إنها تحتفظ بعلاقات ودية مع أغلب الأطراف بمنطقة الشرق الأوسط (فيما عدا الجماعات المتمردة التي ما تزال تنشط بسوريا).

ويريد الروس –في غمرة نجاحاتهم الدبلوماسية والعسكرية الأخيرة- أن يظهروا أنفسهم حماة للدول القومية من التدخلات الخارجية وشبكات التنظيمات العابرة للحدود.

وفي ظل هذه الظروف، سيكون 2019 عاما حاسما. فبالنسبة لروسيا، سيكون عاما لاختبار مهاراتها في التعامل مع التطورات الصعبة وتجنب أي تداعيات جديدة.

على أن دورها كسادن يتوقف على مدى قدرتها على إقرار السلام في شمال سوريا، وتفادي حرب في الجنوب اللبناني، والحيلولة دون اندلاع اشتباكات جديدة بين الإيرانيين والإسرائيليين.

كما أنه سيكون عاما للتوسط في القضية الفلسطينية، واليمن، وفي النزاع بين قطر وجاراتها، وبين اللبنانيين والسوريين.

رسالة ترامب للشرق الأوسط
بيلين فيرنانديث
في أحد المؤتمرات الصحفية مؤخرا، نفى الرئيس الأميركي أن تحمل حادثة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في طياتها رسالة إلى زعماء العالم الآخرين كي يفعلوا ما يحلو لهم، وأنه بذلك يجعل أميركا تبدو ضعيفة في نظر هؤلاء.

الآن ومع دنو العام الجديد، فإن رسالة ترامب إلى الشرق الأوسط يمكن إيجازها على النحو التالي:

إن القسوة والوحشية لم تعد سببا للعار والخزي، وإن الصحفيين أهداف مشروعة، وحقوق الإنسان والحريات أمور لا تثار إلا عندما توصم إيران -عدو أميركا المفضل- بانتهاكها.

وبعبارة أخرى، مرحبا بحقبة من الولع بالقمع والاستبداد من غير حياء أو خجل.

ماهي الإستراتيجية الفلسطينية؟
طارق حمود
ستواجه السلطة الفلسطينية عام 2019 أحد أهم التحديات منذ نشأتها حيث أغلق اليمين المتطرف بإسرائيل والولايات المتحدة كل الطرق المؤدية إلى التوصل لاتفاق سلام.

فما هي الخطة الفلسطينية في هذه الحالة؟ وهو السؤال الصعب الذي عجز كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن الإجابة عنه.

على أية حال، ستواصل الولايات المتحدة وإسرائيل سعيهما الحثيث في إبعاد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة من طاولة المفاوضات، وعلى الفلسطينيين ألا يتجاهلوا المخاطر التي تحدق به وعليهم أن يستمروا في النضال من أجل حق العودة.

الربيع العربي لم ينته بعد
ألان غابون، أستاذ جامعي
لا يمكن الزعم بانقشاع ثورات الربيع العربي لسبب بسيط هو أن الظروف التي اقتضتها ما تزال قائمة من وجود أنظمة استبدادية، ومصاعب اقتصادية، ومظالم وفساد وغيرها من قضايا.

المغرب العربي.. استقرار هش
براهيم أومنصور
في سياق أوضاع الجغرافيا السياسية الملتهبة اليوم، تعد دول المغرب العربي بمثابة محور استقرار في المنطقة، على أن هذا الاستقرار الواضح مهدد الآن بأزمات داخلية وإقليمية تثير القلق.

وتعيش كل دول المغرب العربي حاليا أزمة سياسية خطيرة، حيث لا تلوح في الأفق احتمالات لخلافة رؤساء الجزائر وتونس وموريتانيا بالانتخابات المقبلة عام 2019.

وهناك في المغرب الذي تعتمل فيه توترات سياسية واجتماعية، وتشهد ليبيا انقساما بين فصيلين سياسيين يدعي كل منهما امتلاكه السلطة المركزية في ظل احتدام الحرب الأهلية.

المصدر : ميدل إيست آي