احتجاج بألمانيا ضد السيسي والصحافة تندد بقمعه

متظاهرون مصريون أمام دائرة المستشارية الألمانية يحتجون على زيارة السيسي لبرلين. الجزيرة نت
متظاهرون مصريون يحتجون أمام دائرة المستشارية الألمانية على زيارة السيسي لبرلين (الجزيرة)

الجزيرة نت-برلين

تظاهر نشطاء مصريون مساء أمس الاثنين أمام دائرة المستشارية الألمانية في برلين احتجاجا على زيارة بدأها عبد الفتاح السيسي في نفس اليوم إلى ألمانيا والتقى خلالها المستشارة أنجيلا ميركل.

ورفع المشاركون في هذه المظاهرة -التي دعا إليها الائتلاف المصري لدعم الديمقراطية- لافتات تندد بزيارة السيسي، وتعبر عن تردي أوضاع حقوق الإنسان في مصر، في إشارة إلى الأعداد الكبيرة للمعتقلين السياسيين وأحكام الإعدامات المرتفعة بحق معارضي النظام.

كما رفعوا لافتات أخرى مناهضة للتسليم المتوقع لجزيرتي تيران وصنافير المصريتين للسعودية، ورددوا هتافات مناهضة للانقلاب العسكري الذي قاده السيسي صيف 2013 وأسقط من خلاله محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر.

ووصل السيسي برفقة وفد كبير إلى برلين في زيارة هي الثانية من نوعها بعد وصوله إلى السلطة للمشاركة في قمة ألمانية أفريقية للشراكة الأفريقية مع قمة العشرين التي ستعقد في مدينة هامبورغ الألمانية الشهر القادم.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت للجزيرة نت إن أوضاع حقوق الإنسان في مصر ستمثل أحد موضوعات ستبحثها ميركل مع السيسي خلال وجوده ببرلين.

‪‬ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ببرلين(رويترز)
‪‬ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ببرلين(رويترز)

وتطرقت صحف ألمانية إلى زيارة السيسي للعاصمة الألمانية عارضة تردي الأوضاع الحقوقية في مصر تحت حكم الرئيس الحالي.

قمع بلا حدود
وتحت عنوان "حرية أكبر للمستبدين" كتب مارتين غيلهين في "فرانكفورتر روند شاو" أن السيسي أطلق بعد عودته من لقائه الأخير بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرياض أيدي أجهزته الأمنية بمواصلة قمع لا حدود له بحق المصريين، دون تخوف من صدور انتقادات لم تعد متوقعة من الدول الغربية.

وأشار الكاتب إلى أن السيسي وقع بمجرد عودته من الرياض قانون المنظمات غير الحكومية بعد تراجعه عن إقراره في السابق بسبب الانتقادات الألمانية والأوروبية.

وأوضح أن هذا القانون يهدد بقتل المجتمع المدني في مصر، ويحكم قبضة الأجهزة الأمنية على عمل المنظمات الأهلية بمصر.

وذكر غيلهين أن أعداد المعتقلين السياسيين القابعين في السجون المصرية بلا محاكمات تجاوزت ستين ألف إنسان، قدم 7400 منهم إلى محاكمات عسكرية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014.

ولفت إلى أن نشر منظمة هيومن رايتس ووتش نهاية الأسبوع الماضي تقريرا بشأن تعذيب مروع في السجون العسكرية المصرية واكب إعلان منظمات إعلامية دولية أن حرية الصحافة ماتت بمصر.

ولفت الصحفي الألماني إلى حجب الحكومة المصرية قبل أيام 21 موقعا على شبكة الإنترنت، وأوضح أن منظمة "مراسلون بلا حدود" صنفت مصر في المرتبة الـ161 من 181 بمؤشرها لحرية الصحافة في العالم.

‪شتيفان رول: التخلي عن تيران وصنافير يفاقم غضب المصريين‬ (الجزيرة)
‪شتيفان رول: التخلي عن تيران وصنافير يفاقم غضب المصريين‬ (الجزيرة)

ميركل والانتهاكات
من جانب آخر، ذكرت مؤسسة "هاينريش بول" البحثية الألمانية أن النشطاء المصريين المعارضين الموجودين في المنفى باتوا يتجنبون العاصمة الألمانية بسبب اتساع نطاق عمليات الملاحقة والتجسس التي تقوم بها السفارة المصرية في ألمانيا على أي معارض لنظام السيسي.

وأشارت المؤسسة إلى أن أنشطة التجسس على النشطاء المعارضين امتدت إلى سفارات مصر في بريطانيا وإيطاليا وتركيا التي تحولت إلى أذرع أمنية لنظام السيسي.

على صعيد ذي صلة، قال شتيفان رول نائب رئيس وحدة أبحاث الشرق الأوسط بالمؤسسة الألمانية للدراسات السياسية والأمنية إن متابعة المستشارة أنجيلا ميركل زيادة صعوبة الأوضاع وحالة عدم الاستقرار في مصر تمثل دافعا لحديثها بقوة مع السيسي عن التردي الكبير في أوضاع حقوق الإنسان ببلده.

لكن رول عبر في تصريح للجزيرة نت عن تشكيكه بربط المستشارة الألمانية رغم ذلك مساعدات حكومتها لنظام السيسي بتحسينه أوضاع حقوق الإنسان في مصر.

وبشأن توقعاته لمستقبل الأوضاع في مصر أشار الباحث الألماني إلى أن إحساس المصريين بالغضب من تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية يمكن أن يحرك أعدادا أكبر منهم ضد السيسي حتى من جانب شرائح لم تكن لديها مشكلة في السابق مع النظام الحالي.

وتوقع رول زيادة السيسي لوتيرة القمع واللجوء لفعل أي شيء -بما في ذلك اللجوء إلى العنف- لمنع أي احتجاجات ضده قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.

المصدر : الجزيرة