لجنة الانتخابات التركية تؤكد إقرار التعديلات الدستورية

أكدت لجنة الانتخابات العليا التركية فوز مؤيدي التعديلات الدستورية التي تقضي أساسا بالانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي بفارق محدود في الاستفتاء الثامن في تاريخ تركيا، الذي شهد مشاركة نحو خمسين مليون ناخب.

وقال رئيس اللجنة سعدي غوفن في مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة مساء الأحد إن 24 مليونا و763 ألف ناخب صوتوا بنعم، مقابل 23 مليونا و511 ألفا صوتوا بلا، في الاقتراع الذي شهد مشاركة 86% تقريبا من مجموع 55.3 مليون ناخب يحق لهم التصويت في أكثر من 167 ألف مكتب اقتراع في محافظات تركيا الـ81.

وأشار غوفن إلى تقدم المعسكر الداعم للتعديلات بواقع أكثر من 1.25 مليون صوت بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات. ولا تزال هناك ستمئة ألف صوت يتعين فرزها. كما أشار إلى أن النتائج الرسمية النهائية ستعلن خلال 11 أو 12 يوما، وذلك بعد النظر في الاعتراضات.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد في إسطنبول إن مؤيدي التعديلات تقدموا بنحو 1.3 مليون صوت. وأعلن حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي أنهما يتجهان للطعن في نتيجة الاستفتاء، بحجة حدوث إخلالات من قبل لجنة الانتخابات.

لكن رئيس اللجنة أكد على قانونية الإجراءات التي اتخذتها اللجنة، بما فيها اعتبار البطاقة الانتخابية التي تخلو من ختم اللجنة صحيحة، نافيا اتهامات رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو بتغيير بعض القواعد أثناء التصويت.

وفي وقت سابق قال مراسل الجزيرة في تركيا إن النتائج الأولية غير الرسمية تفيد بأن 51.3% من الناخبين الأتراك صوتوا بنعم للتعديلات الدستورية، في حين صوت 48.7% بلا، وذلك بعد فرز 99.4% من الأصوات.

وتقدم رافضو التعديلات الدستورية بفارق طفيف في إسطنبول وأنقرة، وبفارق كبير في إزمير (غرب) وديار بكر (جنوب شرق)، بينما تقدم مؤيدو التعديلات في مناطق بالأناضول والشمال والشرق.

يشار إلى أن التعديلات تشمل 18 مادة في الدستور، وجوهرها تغيير نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي.

‪مؤيدون للتعديلات الدستورية يعبرون عن فرحتهم بإقرارها خلال تجمع في إسطنبول‬ (رويترز)
‪مؤيدون للتعديلات الدستورية يعبرون عن فرحتهم بإقرارها خلال تجمع في إسطنبول‬ (رويترز)

ابتهاج واحتجاج
وقد خرج مؤيدو حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى شوارع إسطنبول وأنقرة مساء الأحد ابتهاجا بنتيجة الاستفتاء التي أفضت إلى تمرير التعديلات الدستورية بتحويل نظام الحكم في تركيا إلى نظام رئاسي.

وتجمع الآلاف منهم خارج مقرات حزب العدالة والتنمية في أنقرة وإسطنبول، ونظمت تجمعات في مدن أخرى بينها إزمير وغازي عنتاب، ورفع المحتفلون العلم التركي ورايات الحزب، ورددوا شعارات مؤيدة للرئيس رجب طيب أردوغان.

في المقابل أفادت وكالات أنباء بتظاهر رافضين للتعديلات في بعض أحياء إسطنبول ضد إقرارها، في حين قرع آخرون أواني الطبخ احتجاجا منهم على إقرار التحول إلى النظام الرئاسي. وفي أنقرة أغلقت الشرطة الطريق المؤدية إلى مقر لجنة الانتخابات.

وبعيد خروج النتائج الأولية هنأ الرئيس التركي أحزاب العدالة والتنمية والحركة القومية والاتحاد الكبير بالفوز في الاستفتاء، وعبر عن امتنانه للأتراك لإظهارهم إرادتهم في صناديق الاقتراع.

وأدلى نحو خمسين مليون ناخب تركي بأصواتهم في الاستفتاء داخل البلاد وخارجها، حيث استبق الأتراك في الخارج تصويت مواطنيهم في الداخل بأيام للإدلاء بأصواتهم في 57 دولة.

وتم نشر قرابة أربعمئة ألف من أفراد الأمن في مختلف أنحاء تركيا لتأمين مكاتب الاقتراع، ولم تسجل حوادث تذكر إلا في بلدة بديار بكر، حيث تحدثت أنباء عن مقتل ثلاثة في اشتباك مسلح بين مؤيدين للتعديلات الدستورية ورافضين لها.

ويقول مؤيدو التعديلات إنها ستحقق الاستقرار في البلاد وتعزز النمو الاقتصادي، بينما يرى المعارضون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تآكل الضوابط والتوازنات عبر الحد من دور البرلمان و"تسييس" السلطة القضائية، وستركز الكثير من السلطة في يد الرئيس.

المصدر : الجزيرة + وكالات