قلق أممي من اتفاق أوروبي تركي حول اللاجئين

عبر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الثلاثاء عن قلقه الشديد من مشروع الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول أزمة اللاجئين الذي ينص على إعادة مهاجرين إلى تركيا بينهم طالبو لجوء سوريون، في حين اعتبر المدير الإقليمي للمفوضية العليا في أوروبا أن الخطة الأوروبية التركية قد تؤدي إلى تجزئة تدفق هؤلاء اللاجئين فحسب.

جاء ذلك في وقت انتهت فيه القمة الأوروبية التركية في بروكسل بالاتفاق على إغلاق طريق البلقان الغربي أمام اللاجئين.

وقال غراندي أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ "أنا قلق جدا إزاء أي ترتيب يشمل إعادة أشخاص من دولة إلى أخرى بشكل عشوائي ولا يعطي تفاصيل حول ضمانات حماية اللاجئين بموجب القانون الدولي".

وطالب غراندي بدراسة وضع اللاجئين قبل إعادتهم من اليونان وخاصة الفئات الأكثر تعرضا للخطر.

من جهته قال المدير الإقليمي للمفوضية العليا للاجئين في أوروبا فينسنت كوتشيتيل إن الخطة الأوروبية التركية الجديدة قد تؤدي إلى تجزئة تدفق اللاجئين، لكنهم قد يجدون طرقا أخرى إلى أوروبا.

حماية
وعبر كوتشيتيل عن مخاوف بشأن الاتفاق الأوروبي التركي نظرا إلى أن أبناء بعض الجنسيات لا يحظون بأي حماية، حسب قوله.

وأضاف كوتشيتيل في حديث لإذاعة "آر تي أس" السويسرية أن نسب موافقة تركيا على استقبال لاجئين من أفغانستان والعراق وإيران متدنية للغاية وتصل إلى نحو 3%.

وأشار من جانبه إلى أن إعادة الأشخاص الذين لا تتوفر لهم الحماية في تركيا تثير مشكلات تتعلق بالقانون الدولي والأوروبي.

وأعرب عن أمله في أن تتوفر ضمانات إضافية خلال الأيام العشرة المقبلة حتى يتم النظر في طلبات اللجوء الخاصة بالأشخاص الذين تتم إعادتهم إلى تركيا.

وقدمت تركيا مقترحا لتبادل لاجئين يقضي بأن يقوم الاتحاد الأوروبي باستقبال لاجئ سوري من مخيمات في تركيا مقابل كل سوري تأخذه تركيا من اليونان، وذلك في مسعى لثني المهاجرين عن عبور البحر للوصول إلى أوروبا.

في هذه الأثناء شدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عقب القمة على أهمية أن يتم تطبيق الاتفاق الأوروبي التركي حزمة واحدة متكاملة، وقال إن بلاده لا تطلب أموالا من أي طرف بل تطالب بتقاسم أعباء إغاثة اللاجئين.

من جانبه قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إن أيام الهجرة غير النظامية إلى أوروبا قد انتهت، في حين حدد الاتحاد الأوروبي الـ17 من مارس/آذار الجاري موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق مع أنقرة بشأن هذه الأزمة.

خطة
وقالت مصادر دبلوماسية تركية في وقت سابق إن الخطة التي قدمتها أنقرة خلال القمة الأوروبية التركية تتضمن عدة نقاط، بينها مطالبة الأوروبيين بثلاثة مليارات يورو إضافية للمساهمة في وقف تدفق اللاجئين، واستقبال الاتحاد الأوروبي لاجئا سوريا من تركيا مقابل كل لاجئ يعاد إليها من الذين غادروا شواطئها ووصلوا دول الاتحاد الأوروبي.

وقد عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ترحيبها بالمقترحات التي قدمتها تركيا، بيد أنها أكدت الحاجة إلى وقت حتى قمة الاتحاد الأسبوع المقبل لأنه يتعين على الكثير من الدول استشارة برلماناتها بهذا الشأن.

 بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن الاتحاد الأوروبي ما زال بإمكانه التوصل لاتفاق بشأن الهجرة مع تركيا، معتبرا أن هناك أساسا لتحقيق انفراج.

 أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فأكد أن  مليارات اليورو الثلاثة التي خصصها الاتحاد الأوروبي لتركيا قد تزيد "إذا لزم الأمر" بسبب أزمة الهجرة المستمرة.

 كما أعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتيل أن القمة المقبلة للاتحاد الأوروبي المقررة في الـ17 والـ18 من الشهر الجاري هي المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن أزمة اللاجئين.

المصدر : الجزيرة + وكالات