تنظيم إسلامي يتبنى مهاجمة مدينة بجنوب مالي

مجموعة من مقاتلي أنصار الدين في تمبكتو شمال مالي عندما كان تنظيم القاعدة يسيطر عليها - أسوشيتدبرس - مجلة الجزيرة
الحركات المسلحة واصلت مهاجمة مقرات الجيش المالي والمرافق الحكومية (أسوشيتد برس-أرشيف)

نواكشوط-أحمد الأمين

تبنى تنظيم "ماسينا" القريب من جماعة أنصار الدين الهجوم الذي تعرضت له مدينة "بانامبا" جنوبي مالي الثلاثاء، بينما تبنت "المرابطون" التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عمليتين ضد الجيش المالي وقوات حفظ السلام الدولية هناك.

وقال تنظيم ماسينا في بيان حصلت عليه الجزيرة نت إن مجموعة من مقاتليه اقتحمت المدينة ودخلت في اشتباك مع الجنود الماليين، "قتل بسببه واحد منهم وأسر آخر، وفر الباقون، وتمت السيطرة على المدينة سيطرة تامة وتحرير جميع السجناء".

وأضاف البيان أن مقاتلي التنظيم أحرقوا ثلاث بوابات للأمن المالي، وغنموا ثلاث سيارات، وسبع دراجات، وثلاثة أسلحة خفيفة ومتاعا كثيرا".

وكان مسلحون هاجموا يوم الاثنين "بانامبا" الواقعة في إقليم "كوليكو" جنوب مالي، وسيطروا على مراكز الحرس والدرك الحكوميين، وهاجموا السجن وأطلقوا جميع من كان فيه.

وفي وقت سابق أكدت مصادر محلية للجزيرة نت أن المهاجمين كانوا يكبّرون ويرفعون بعض الأعلام السود، مما رجح حينها فرضية مسؤولية "ماسينا عن" الهجوم، خاصة أنها تنشط في هذه المنطقة، كما أن السجن الذي تعرض للهجوم كان به عناصر ينتمون لها.

وبالتزامن مع ذلك تبنت "المرابطون" التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عملية تفجير عربة عسكرية للجيش المالي في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وكانت هذه العربة تقل ستة جنود ماليين على الطريق بين مدينتي "غاو"، و"نتهاق". كما تبنت الحركة قصف ثكنة "أنسنغو" لقوات حفظ السلام الأممية بمالي.

undefined

إصابات مباشرة
وقال التنظيم الذي يقوده مختار بلمختار في بيانين حصلت عليهما الجزيرة نت إن الهجومين حققا إصابات مباشرة.

ويأتي الهجوم على "بانامبا" القريبة نسبيا من العاصمة باماكو في حين شهد وسط وشمال مالي عمليات متصاعدة، أودت بحياة عناصر من قوات "برخان" الفرنسية، والجيش المالي، وقوات حفظ السلام الأممية.

ويأتي الهجوم بعد يوم واحد من مقتل جندي أممي وجرح سبعة آخرين في هجوم بمنطقة وسط مالي على رتل عسكري تابع لقوات حفظ السلام الدولية، وبعد يومين من مهاجمة ثكنة للجيش المالي شرق تمبكتو تبنته جماعة أنصار الدين، فضلا عن عدد من الهجمات الأخرى في إقليمي كيدال وغاو.

ويرى محللون وخبراء عسكريون أن الوضع الأمني في مالي يزداد سوءا بفعل غياب السلطة المركزية للدولة، وهشاشة بنيتها الإدارية والأمنية، في ظل فشل المصالحة بين السلطة المركزية والحركات الأزوادية المسلحة والمطالبة بمنح إقليم (شمال البلاد) أزواد مزيدا من الصلاحيات في تسيير شؤونه المحلية.

ويقول ضابط في القوات الدولية بشمال مالي للجزيرة نت إن عوامل عديدة تحد من أثر الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد، فالمواجهة المفتوحة مع التنظيمات المسلحة مواجهة غير نمطية، وتتطلب أسلوبا مختلفا.

undefined

كر وفر
ويضيف الضابط الذي طلب عدم كشف هويته أن القوات الدولية مكبلة بطبيعة التفويض الممنوح لها من مجلس الأمن الدولي، فهو يمنعها من الملاحقة والهجوم، لتنحصر مهمتها في الدفاع عن النفس وحماية المدنيين من الخطر الوشيك.

أما الجيش المالي فلا يستطيع التصدي لهجمات تنظيمات تمتلك قدرات كبيرة في الكر والفر والهجوم والاختفاء، كما أنه عجز عن مواجهتها في معارك مفتوحة.

وتبقى القوة الأكثر تسليحا وتأهيلا للمواجهة هي قوات عملية "برخان" الفرنسية التي تقوم بعمليات في مناطق عديدة وتتحرك باستمرار.

لكن طبيعة الأرض والخصم تحد من أثرها ونجاحها، فالصحراء الواسعة المفتوحة تمنح التنظيمات الخبيرة بمسالكها نقطة قوة وتفوق، والحاضنة الاجتماعية التي يحظى بها كثير من هذه التنظيمات تجعل مواجهتها صعبة.

ويضاف إلى ذلك -حسب الضابط- تقاطع هذه التنظيمات في كثير من النقاط مع شبكات التهريب الناشطة في المنطقة، التي تستفيد من غياب السلطة المركزية، وترى في الحركات حليفا استراتيجيا، "إن لم يكن بسبب وحدة الهدف فبفعل تشابك المصالح".

المصدر : الجزيرة