غاو

(FILES) -- A file photo taken on November 16, 2006 shows women arriving at Gao's market. Tuareg rebels confirmed on April 1, 2012 they had taken control of Gao and said they'd encircled Timbuktu, the last city in Mali's north not to fall to their sweeping advance. Gao was rocked by heavy gunfire on March 31 and fell after the head of the junta that seized power in Bamako on March 22 ordered the army not to fight the advance. AFP
يبلغ عدد سكان مدينة غاو نحو 86 ألف نسمة، من أصل نحو نصف مليون نسمة يقطنون إقليم غاو (الفرنسية)

أكبر المدن بشمال مالي، أعلنتها حركة تحرير أزواد عام 2012 عاصمة لأول دولة للطوارق. زارها الرحالة الشهير ابن بطوطة، وذكرها عدد من المؤرخين العرب وأشادوا بدورها في نشر الإسلام بأفريقيا.

الموقع
تقع مدينة غاو شمال شرق جمهورية مالي، على الضفة الشرقية لنهر النيجر الذي يتجه منها إلى تمبكتو شمالا مخترقا أربع دول من غرب أفريقيا، هي: نيجيريا والنيجر ومالي وغينيا، بطول يبلغ 4180 كيلومترا.

وترتبط بالعاصمة باماكو بطريق معبّد يبلغ طوله 1200 كيلومتر، وهي تقع أيضا على تقاطع طرق غير معبدة يربط عاصمة النيجر نيامي -في الجنوب- بكيدال المالية شمالا، والتي تكون مع تمبكتو وغاو دولة الطوارق المعلنة من جانب واحد.

وتبلغ المساحة الإجمالية لإقليم غاو -الذي تعتبر مدينة غاو عاصمة له- نحو 170 ألف كيلومتر، وهو إقليم مقسم إلى ثماني مناطق.

السكان
يبلغ عدد سكان مدينة غاو نحو 86 ألف نسمة، من أصل نحو نصف مليون يقطنون في إقليم غاو حسب إحصاء 2007.

التاريخ
ظهرت إمبراطورية سونغاي في محافظة غاو في القرن الـ11 الميلادي، لكن أمجادها الحقيقية عرفت بين مطلع القرن الـ15 ونهاية القرن الـ16، عندما حكمتها سلالة إمبراطور إسلامي من قومية السونغاي يدعى "سوني علي".

أحكم سوني علي سيطرته على طرق التجارة، وأهمها تلك التي تمر عبر تمبكتو، وبنى إمبراطورية واسعة بلغت مساحتها الإجمالية 1.4 مليون كيلومتر مربع، لتكون أكبر الإمبراطوريات الإسلامية في أفريقيا.

وتشير المصادر الأفريقية إلى سوني علي بوصفه طاغية نظرا للقسوة التي رافقت توسعه الإمبراطوري، لكن أبناء جلدته من السونغاي يعتبرونه سياسيا بارعا وعسكريا شجاعا مهّد لتحويل تمبكتو إلى أكبر مركز تعليمي في المنطقة.

وقد انهارت إمبراطورية السونغاي عام 1591 بعد معركة تونبيدي الواقعة قرب غاو، والتي تمكن خلالها القائد المغربي أحمد منصور الذهبي من السيطرة على غاو وسائر المناطق التابعة لها.

وكان الخوارزمي الذي عاش في القرن التاسع الميلادي أول من أشار إلى غاو في الكتب بوصفها مركزا إقليميا مهما، وذكرها اليعقوبي كذلك في كتابه التاريخي عام 872 للميلاد. ومع حلول القرن الـ13 فقدت غاو قوتها وأصبحت جزءا من إمبراطورية مالي الآخذة في التوسع.

وفي عام 1353 للميلاد زارها الرحالة الشهير ابن بطوطة قادما من تمبكتو، وأقام فيها شهرا ثم غادرها برفقة قافلة باتجاه واحة "توات" في الصحراء.

كما زارها الحسن الوزان المعروف في الغرب بـ"ليون الأفريقي" بين عامي 1501 و1510، عندما كانت خاضعة لسلطة أسكايا محمد الأول خليفة سوني علي.

وبقيت مدينة غاو على حالها حتى احتلها الفرنسيون مطلع القرن العشرين، وقامت السلطة الاستعمارية بتوسيع مينائها وإقامة مركز عسكري فيها.

شهدت المدينة تحولات سياسية كبيرة خلال عام 2013، فبعد أن سيطر عليها مسلحون يتبعون للقاعدة، تمكنت القوات الحكومية -المدعومة من تحالف عسكري تقوده فرنسا- من السيطرة على غاو وغيرها من مدن الشمال المالي بإسناد من وحدات الحركة الوطنية لتحرير أزواد.

المعالم
تضم غاو مسجدا يحمل اسمها يعود بناؤه إلى القرن الـ14 الميلادي، ومزارا لأسكايا محمد، بني عام 1495 صنفته اليونيسكو ضمن لائحتها للتراث العالمي، وفيها بعض الأسواق القديمة، يدعى أحدها "سوق الليل".

المصدر : الجزيرة