برلين تعد باريس بمساعدة عسكرية

وزيرة الدفاع الألمانية فون ديرلاين وعدت بالاستماع لطلبات الفرنسيين بالمساعدة العسكرية وتحليل سببها.
فون دير لاين: ألمانيا تبذل كل ما بوسعها لتقديم الدعم والمساعدة لفرنسا (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

وعدت وزيرة الدفاع الألمانية أورؤسولا فون دير لاين بالتجاوب مع طلب فرنسا تقديم مساعدة لها بعملياتها العسكرية الخارجية وقتالها ضد تنظيم الدولة، بعد هجمات باريس التي خلفت مئات القتلى والجرحى وأعلن التنظيم مسؤوليته عنها.

وقالت فون دير لاين للصحفيين الثلاثاء في برلين قبل توجهها للعاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة باجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي، أن بلادها "تبذل كل ما في وسعها لتقديم الدعم والمساعدة، وسنسمع لما يقوله الفرنسيون ونحلل بدقة سبب طلبهم مساعدتنا".

وتشارك الوزيرة الألمانية في اجتماع مع نظرائها الأوروبيين سيبحث الرد الأوروبي على هجمات باريس.

بوخهولتس: لولا الحرب الأميركية على الإرهاب لما نشأ تنظيم الدولة (الجزيرة)
بوخهولتس: لولا الحرب الأميركية على الإرهاب لما نشأ تنظيم الدولة (الجزيرة)

طلب لأوروبا
واستندت فرنسا في طلبها المساعدة العسكرية من شركائها الأوروبيين للبند السابع من الباب 42 من ميثاق الاتحاد الأوروبي الذي يدعو دول الاتحاد لبذل كل ما بوسعها لدعم أي عضو يتعرض للاعتداء على أراضيها.

وأشارت فون ديرلاين إلى أن الفرنسيين طلبوا مساعدة الاتحاد الأوروبي ولم يطلبوا دعم الناتو، وأوضحت في نفس السياق أن 8000 جندي من الجيش الألماني يواصلون مهمتهم بتقديم المساعدة للاجئين القادمين للبلاد لفترة طويلة، ودعت إلى استمرار ثقافة الترحيب باللاجئين السوريين، وأشارت إلى أن "فرض رقابة على حدود ألمانيا الخارجية وتسجيل اللاجئين المتوافدين إليها لا يحول دون الترحيب بهؤلاء اللاجئين الذين فروا من إرهاب بربري ببلدهم".

من جانبه رفض حزب اليسار الألماني المعارض إعلان وزيرة الدفاع بحث تقديم مساعدة لفرنسا بعملياتها العسكرية بمالي، معتبرا أن تقديم هذا الدعم لن يخدم ضحايا الحروب والإرهاب الذين يتوجب مساعدتهم.

وقالت ممثلة اليسار بلجنة الدفاع بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) كريستينا بوخهولتس، إن الحرب لن تجلب الأمن وعلى ألمانيا عدم المشاركة في سياسة تعتمد على العنف العسكري، ودعت -في حديث للجزيرة نت- إلى "التعلم من خطأ واشنطن التي ردت على هجمات سبتمبر/أيلول 2001 بإعلان الحرب على الإرهاب مما أدى لاتساع نطاق هذا الإرهاب".

واعتبرت بوخهولتس أنه "لولا الحرب الأميركية على الإرهاب لما نشأ تنظيم الدولة"، وذكرت أن الطائرات الفرنسية في سوريا تستهدف أيضا المدنيين مما يدفعهم لتأييد تنظيم الدولة، وخلصت لدعوة الحكومة الألمانية للإسهام بإيجاد حل سلمي للنزاع السوري، والمساعدة على "تجفيف منابع تمويل تنظيم الدولة ومنع وصول الأسلحة له".

غابرييل: إيقاف تنظيم الدولة غير ممكن بالوسائل العسكرية وحدها (الجزيرة)
غابرييل: إيقاف تنظيم الدولة غير ممكن بالوسائل العسكرية وحدها (الجزيرة)

الحظ وشرودر
في السياق رفض زاغمار غابرييل وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة أنجيلا ميركل، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك الثاني للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه  ميركل بالحكومة الألمانية رفض استخدام مصطلح الحرب عنوانا للمواجهة مع تنظيم الدولة، وذكر أن السنوات الماضية أظهرت أن الوسائل العسكرية وحدها لا تساعد بإيقافه.

ورأى -في مقابلة مع مجلة شتيرن- أن عدم وقوع هجمات لتنظيم الدولة بألمانيا رغم استهدافه لها هو مسألة حظ، واعتبر أن رفض المستشار السابق غيرهارد شرودر المشاركة بالغزو الأميركي المناهض للقانون الدولي للعراق ساعد على إبعاد ألمانيا من "خطر الهجمات الإرهابية".

وحذر غابرييل من استغلال ضحايا هجمات فرنسا لتسخين الجدل الدائر بألمانيا حول اللاجئين، وقال إن "السوريين يفرون من بلادهم هربا من نفس الإرهاب الذي ضرب باريس، ويعدون أول ضحايا هذا الإرهاب وهم معنا بقارب واحد".

المصدر : الجزيرة