لافروف (يمين) مستقبلا مشعل في موسكو اليوم (الفرنسية)
أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل محادثات في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تناولت جهود المصالحة بين حماس وحركة فتح.
وقال لافروف عقب المباحثات الاثنين إن الهدف الرئيسي من المحادثات "هو البناء على الجهود التي تجري بوساطة مصر لتحقيق الوحدة الفلسطينية".
ومن جانبه رحب مشعل بالمساعي التي تبذلها روسيا من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، ورحب بأي دور روسي أو دولي في هذا المجال.
واتهم مشعل الولايات المتحدة بمحاولة نسف مساعي هذه المصالحة "عبر ممارسة ضغط على الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس للحيلولة دون ذلك".
ونقلت قناة روسيا اليوم الروسية عن مشعل إشادته -في مؤتمره الصحفي عقب المباحثات- بالدعم الروسي لحركة حماس، واعتبره دليلاً على حرص روسيا على التعامل مع كل الأطراف في المنطقة "وخصوصاً اللاعبين الأساسيين فيها".
ونفى مشعل علمه بأي تخفيض من جانب روسيا في علاقتها مع حركة حماس، قائلا "التقيت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ألكسندر سلطانوف، وهذا هو اللقاء الثالث".
الورقة المصرية وجدد مشعل التأكيد على جاهزية حركته لتوقيع الورقة المصرية المتعلقة بالمصالحة بين الأطراف الفلسطينية، بعد إدخال التعديلات التي تطالب بها، مشدداً على أهمية الدور المصري.
وقال إن حماس لن تكون عقبة في إحلال السلام بالمنطقة، مشيراً إلى أن إسرائيل هي التي تهدد أمن عدة دول في المنطقة وهي التي تعلن وتشن الحروب، وأن سياستها سياسة عدوان واستيطان، وقال إن القيادة الإسرائيلية لا تقف موقف الساعي إلى تحقيق السلام في المنطقة.
أما بالنسبة إلى موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس جلعاد شاليط، فأكد مشعل أن التفاوض مجمد بسبب "ألاعيب" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية.
حمدان: واشنطن أهم عقبة أمام المصالحة (الجزيرة-أرشيف)
دور روسي من جهته قال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان للجزيرة إن موسكو طرف في اللجنة الرباعية، "ونحن نعول على أن تلعب دورا إيجابيا لصالح القضية الفلسطينية ولصالح تغيير الموقف الدولي تجاه نتائج الانتخابات، وما يمكن أن يترتب عليه الوضع الفلسطيني في حالة حصول مصالحة".
وأضاف في تصريحات للجزيرة من العاصمة الروسية "نعتقد أن موسكو تقف على مسافة واحدة تقريبا من حركتي فتح وحماس".
واعتبر أن إحدى أهم عقبات المصالحة هو الموقف الأميركي "الذي يهدد بأن أي مصالحة ستتم سيتم التعامل معها بسلبية"، وأن أي حكومة تتشكل بناء على هذه المصالحة قد تدفع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وخاصة الرباعية للتعامل معها بشكل سلبي.
وأضاف أن موسكو يمكن أن تلعب دورا مهما في كبح جماح هذا الموقف الأميركي، وعقلنة موقف الرباعية تجاه المصالحة، بل وحثها على أن تقف أطرافها على الحياد تجاه المصالحة الفلسطينية إذا لم تكن قادرة على دفعها إلى الأمام.
خطوات للمصالحة
من ناحية أخرى أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نبيل شعث أن حركة حماس ستقوم في غضون يومين بالإفراج عن عناصر من حركة فتح في غزة، وإعادة افتتاح مقر الحركة في القطاع.
نبيل شعث جدد مطالبة حماس بتوقيع الورقة المصرية (الجزيرة-أرشيف)
وقال شعث -عقب لقائه في القاهرة الاثنين مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى- إن السلطة الفلسطينية تعمل حالياً على إرسال الوقود إلى غزة وتأمين الكهرباء للسكان بهدف تخفيف إجراءات الحصار، وكذلك القيام بإجراءات أحادية من قبل فتح، مما يشجع على توقيع الورقة المصرية.
وطالب شعث حماس بالتوقيع على الورقة المصرية، وأضاف شعث أن الهدف من زيارته الأخيرة لغزة هو تجنب اتساع الفجوة بين الجانبين لدرجة القطعية والحيلولة دون تعميق جذور الانقسام في الصف الفلسطيني.
ومن ناحيته قال القيادي في حركة حماس في غزة طاهر النونو إن الحركة تلقت طلبات من حركة فتح, ووعدت باتخاذ خطوات يمكن أن تساعد في تحقيق المصالحة, لكنه طالب في الوقت ذاته السلطة في الضفة الغربية باتخاذ إجراءات مماثلة.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل حرص الحركة على تحقيق المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني, وقال مشعل في تصريح للجزيرة إنه كان ينبغي على نبيل شعث خلال زيارته الأخيرة في غزة العمل على تقريب المواقف والبحث في تعديل الورقة المصرية وفق الشروط التي اتفق عليها, لا أن يكون المدخل هو الضغط على حماس من أجل التوقيع عليها كما هي.
محادثات غير مباشرة
وفي طوكيو قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين خلال زيارته للعاصمة اليابانية إن الفلسطينيين يقوّمون حاليا مسألة الدخول في محادثات غير مباشرة مع الإسرائيليين بناء على خطة خريطة الطريق.
هاتوياما (يمين) وعباس أثناء المؤتمر الصحفي (الفرنسية)
والتقى عباس برئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما وبحث معه القضايا المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال عباس -الذي يزور اليابان في إطار جولة آسيوية- إنه اتفق مع هاتوياما على أن استئناف المحادثات على أساس خريطة الطريق" أمر حاسم".
ورحب هاتوياما بزيارة عباس قائلا إنه "يتعين أن تستأنف محادثات السلام بمساعدة الولايات المتحدة".
وأوضح -في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس- أن "اليابان تتطلع إلى أن تستأنف فلسطين وإسرائيل محادثاتهما للسلام، ولقد ذكرت أيضا أهمية التعاون مع الولايات المتحدة".
